كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

أبي شيبة شيخ مسلم في "مصنفه" وقال: وهي في قراءة من خفض: "مِنْ حَوْلهِ" (¬1) نبه ابن أبي شيبة على أن روايته فيه كذا: "مِنْ" بالخفض؛ ليرفع الإشكال ويبين مخالفة من رواه: "مَنْ" بفتح الميم.
وكذا رواه بعض شيوخنا في (¬2) الترمذي: "مَنْ كَانَ حَوْلَهُ" وأما روايتنا فيه فليس ثَمَّ "كَانَ" (¬3)، ورواه بعض رواة مسلم وهي في قراءة عبد الله: "مِنْ حَوْلهِ" وكذا كان عند أبي بحر للسمرقندي، ورويناه عن أبي بحر عن الوقشي من طريق ابن ماهان: "مِنْ خَفْضٍ: حَوْلَهُ" كذا وجدته مقيدًا عنه بخطي في حاشية كتابي، وفسره بأن معناه: من تحفِّ به وانعطافٍ عليه، كأنه من قوله: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24] ويدل عليه استشهاده برواية ابن أبي شيبة وهي بالخاء المعجمة، وضبط غيري عنه: "مَنْ حَفَضَ" بحاء مهملة، وفسره بما تقدم كأنه من قولك: حفضت العود إذا حنيته وعطفته، وكذا وجدت هذا الحرف عن ابن ماهان في أصل شيخنا التميمي بخط ابن العَسَّال عن ابن الحذاء عنه: "قَالَ زُهَيْرٌ: وَهِيَ في قِرَاءَةِ حَفَضَ مَنْ حَوْلَهُ" لم يعجم الحاء، ورواية الوقشي إنما هي من رواية ابن ماهان فأراه على هذِه الطريقة عول فيما ذكرناه آخرًا.
ورواه بعض الرواة: "مَنْ خَفَضَ حَوْلَهُ" وما عوَّل عليه الوقشي تكلُّف وبُعْد في مساق الكلام، والأولى فيه أنه إنما أراد القراءة بالكسر حرف خفض فبيَّنه بقوله: "خَفَضَ" ويطابقه رواية من رواه: "خَفَضَ حَوْلَهُ" فعل
¬__________
(¬1) روى ابن أبي شيبة الحديث في "مصنفه" 7/ 381 (36826) ولم أجد كلامه الذي ذكره القاضي في "المشارق" 1/ 246 وتبعه ابن قرقول هنا.
(¬2) في (د): (عن).
(¬3) الترمذي (3313).

الصفحة 486