كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

"مِنْ ثَلاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعًا" (¬1) هو المفطوم عن أمه فهو يتبعها، ويقوى على ذلك، وهو الجذع وهو الذي دخل في الثانية من السنين، وقيل: الذي دخل في الثالثة (¬2).
قوله: "فَلا تِباعَةَ لَهُ في مالِ غَرِيمِهِ" (¬3) أي: لا حق يتبعه به، ويقال أيضًا: تَبِعَةٌ وتَبَعَةٌ.
وقوله: "فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا" (¬4) أي: وجهه في أثره.
قوله: "وَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلْحَةَ" (¬5) أي: خديمًا أتَّبعه.

الوهم والخلاف
قوله في هدم الكعبة: "تَتابَعُوا فَنَقَضُوهُ" (¬6) أي: اتَّبع بعضهم بعضًا، وعند أبي بحر: "تَتَايَعُوا" بالياء.
وفي الطلاق الثلاث: "فَلَمّا كانَ عُمَرُ تَتَابَعَ النَّاسُ في الطَّلاقِ" كذا لهم عند ابن أبي جعفر، وعند سائرهم "تَتَايَعَ" (¬7) والكلمتان بمعنىً، وبعض أهل اللغة يفرقون بينهما فيجعلون الياء للشر والباء للخير، فعلى هذا يكون بالباء في حديث الكعبة، وبالياء في الثاني.
في باب تزويج خديجة: "ما (¬8) يتَتَبَّعُهُنَّ" يعني خلائلها، كذا للنسفي،
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 259، وفي (س): (تبيع).
(¬2) في (س): (الثلاثة).
(¬3) "الموطأ" 2/ 678 من كلام مالك - رحمه الله -.
(¬4) مسلم (2763/ 42) من حديث ابن مسعود.
(¬5) مسلم (1807).
(¬6) مسلم (1333/ 402).
(¬7) مسلم (1472/ 17) من حديث ابن عباس.
(¬8) في (س): (منها)، والرواية: " ... منها ما يتتبعهن".

الصفحة 9