كتاب المعاملات المالية أصالة ومعاصرة (اسم الجزء: 2)

المبحث الخامس: بيع السكران
الفرع الأول في بيان المقصود بالسكران
ما المقصود بالسكران؟
هل المقصود به، من ذهب عقله، فلم يعد يميز بين الأشياء؟
أو المقصود به، من تغير عقله، وإن لم يذهب بالكلية؟
اختلف العلماء في هذا على ثلاثة أقوال:

القول الأول:
المراد به من ذهب عقله جملة، وهو مذهب الحنفية.
قال في البحر الرائق:
"وهو -أي السكران- من لا يعرف الرجل من المرأة، ولا السماء من الأرض، فإن كان معه من العقل ما يقوم به التكليف فهو كالصاحي. والحاصل أن المعتمد في المذهب، أن السكران الذي تصح منه التصرفات من لا عقل له يميز به الرجل من المرأة ... والعجب ما صرح به في بعض العبارات من أنه معه من العقل ما يقوم به التكليف، ولا شك أن على هذا التقدير لا يتجه لأحد أن يقول لا تصح تصرفاته ... " (¬١).
---------------
(¬١) البحر الرائق (٣/ ٢٦٦)، وفيه قول آخر في مذهب الحنفية أن من زال عقله بالكلية فهو كالمجنون فبيعه وسائر تصرفاته باطل، وإنما السكران كالصاحي إذا كان معه من العقل والتمييز ما يقوم به التكليف، انظر غمز عيون البصائر (٢/ ١١٧).

الصفحة 15