و «ابن حِبَّان» (٣٣٤٠) قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر، عن مالك. وفي (٧١٨٢) قال: أخبرنا الحسين بن إدريس الأَنصاري، قال: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر، عن مالك.
كلاهما (مالك بن أنس، وهمام بن يحيى) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره (¬١).
- أخرجه البخاري، تعليقا، ٤/ ٨ (٢٧٥٨) قال: وقال إسماعيل (¬٢): أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، لا أعلمه إلا عن أَنس، رضي الله عنه، قال:
«لما نزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} جاء أَبو طلحة إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم
---------------
(¬١) المسند الجامع (٦١٤)، وتحفة الأشراف (١٨١ و ٢٠٤)، وأطراف المسند (١٦٥).
والحديث؛ أخرجه الطيالسي (٢١٩٣)، والبيهقي ٦/ ١٦٤ و ١٦٥ و ٢٧٥، والبغوي (١٦٨٣).
(¬٢) قال ابن حجر: قوله: «وقال إسماعيل، قال: أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، يعني المَاجِشون» كذا ثبت في أصل أبي ذر، ووقع في «الأطراف» لأبي مسعود، وخلف، جميعا، أن إسماعيل المذكور، هو ابن جعفر، وبه جزم أَبو نُعيم في «المستخرج» وقال: رأيته في نسخة أبي عَمرو، يعني الجيزي، قال: إسماعيل بن جعفر، ولم يوصله أَبو نُعيم، ولا الإسماعيلي، وجزم المِزِّي بأن إسماعيل، هو ابن أبي أويس، ولم يذكر لذلك دليلا، إلا أنه وقع في أصل الدمياطي، بخطه، في البخاري: «حدثنا إسماعيل» فإن كان محفوظا تعين أنه ابن أبي أويس، وإلا، فالقول ما قال خلف ومن تبعه. «فتح الباري» ٥/ ٣٨٧، وقال ابن حجر: البخاري، في الوصايا، وقال إسماعيل، هو ابن أبي أويس، قال: أخبرني عبد العزيز ... إلى آخره، قلت: هذه الطريق ما هي في رواية أبي الوقت، ولا في رواية أبي ذر، عن النسفي، ونقل المِزِّي في الهامش عن أبي مسعود، أنه جزم بأنه: «ابن جعفر»، ورد عليه، وقد وافق أَبو نُعيم في «المستخرج» أبا مسعود، وقال: إنه رآه كذلك في نسخة أبي عَمرو التي كتبها عن الفربري، وزعم مغلطاي أن في «الأطراف» للطرقي: «البخاري، عن الحسن بن شوكر، عن إسماعيل بن جعفر» ولم نر أحدا ذكر الحسن بن شوكر في شيوخ البخاري. «النكت الظراف» (١٨١).
فقال: يا رسول الله، يقول الله، تبارك وتعالى، في كتابه: {لن
⦗١٣٤⦘
تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، قال: وكانت حديقة كان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يدخلها، ويستظل بها، ويشرب من مائها، فهي إلى الله، عز وجل، وإلى رسوله صَلى الله عَليه وسَلم أرجو بره وذخره، فضعها أي رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بخ يا أبا طلحة، ذلك مال رابح، قبلناه منك، ورددناه عليك، فاجعله في الأقربين، فتصدق به أَبو طلحة على ذوي رحمه، قال: وكان منهم أبي، وحسان، قال: وباع حسان حصته منه من معاوية، فقيل له: تبيع صدقة أبي طلحة؟ فقال: ألا أبيع صاعا من تمر بصاع من دراهم؟ قال: وكانت تلك الحديقة في موضع قصر بني حديلة (¬١) الذي بناه معاوية» (¬٢).
---------------
(¬١) في النسخة اليونينية: «جديلة»، وعلى حاشيتها: كذا في اليونينية، وفرعها، مضببا عليه، وصوب الحفاظ أنه: «حديلة»، بالمهملة، قال ابن الجوزي: قوله: بني حديلة، أكثر المحدثين يروونه بالجيم، والصواب بالحاء المضمومة. «كشف المشكل» ٣/ ٢٠٥، وقال ابن الأثير: حديلة، بضم الحاء، وفتح الدال وهي محلة بالمدينة، نسبت إلى بني حديلة، بطن من الأنصار. «النهاية في غريب الحديث» ١/ ٣٥٥، وقال ابن حجر: وأما قصر بني حديلة، وهو بالمهملة مصغر، ووهم من قاله بالجيم. «فتح الباري» ٥/ ٣٨٨.
(¬٢) اللفظ للبخاري (١٤٦١).