كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 2)

- وفي رواية: «أن الناس قالوا: يا رسول الله، هلك المال، وأقحطنا، يا رسول الله، وهلك المال، فاستسق لنا، فقام يوم الجمعة، وهو على المنبر، فاستسقى (ووصف حماد: وبسط يديه حيال صدره، وبطن كفيه مما يلي الأرض) وما في السماء قزعة، فما انصرف حتى أهمت الشاب القوي نفسه، أن يرجع إلى أهله، فمطرنا إلى الجمعة الأخرى، فقالوا: يا رسول الله، تهدم البنيان، وانقطع الركبان، ادع الله أن يكشطها عنا، فضحك رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فانجابت، حتى كانت المدينة كأنها في إكليل» (¬١).

- وفي رواية: «كان النبي صَلى الله عَليه وسَلم يخطب يوم جمعة، فقام الناس فصاحوا، فقالوا: يا رسول الله، قَحَط المطر، واحمرت الشجر، وهلكت البهائم، فادع الله يسقينا، فقال: اللهم اسقنا، مرتين، وايم الله، ما نرى في السماء قزعة من سحاب، فنشأت سحابة وأمطرت، ونزل عن المنبر فصلى، فلما انصرف، لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها، فلما قام النبي صَلى الله عَليه وسَلم يخطب صاحوا إليه: تهدمت البيوت، وانقطعت السبل، فادع الله يحبسها عنا، فتبسم النبي صَلى الله عَليه وسَلم ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، فكشطت المدينة، فجعلت تمطر حولها، ولا تمطر بالمدينة قطرة، فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١٣٩٠٣).
(¬٢) اللفظ للبخاري (١٠٢١).

الصفحة 38