كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 2)

٥٧٦ - عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن أَنس بن مالك، أنه قال:
«جاء رجل إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، وتقطعت السبل، فادع الله، فدعا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة، قال: فجاء رجل إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال: يا رسول الله، تهدمت البيوت، وانقطعت السبل، وهلكت المواشي، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: اللهم ظهور الجبال، والآكام، وبطون الأَوْدية، ومنابت الشجر، قال: فانجابت عن المدينة انجياب الثوب» (¬١).
- وفي رواية: «أن رجلا دخل المسجد، يوم جمعة، من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قائما، ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يديه، ثم قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، قال أنس: ولا والله، ما نرى في السماء من سحاب، ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت، فلا والله، ما رأينا الشمس ستا، ثم دخل رجل من ذلك الباب، في الجمعة، ورسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قائم يخطب، فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يديه، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام، والظراب، وبطون الأَوْدية، ومنابت الشجر، قال: فأقلعت، وخرجنا نمشي في الشمس».
قال شريك: سألت أَنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ فقال: ما أدري (¬٢).
- وفي رواية: «بينا نحن في المسجد يوم الجمعة، ورسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يخطب الناس، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، تقطعت السبل، وهلكت

⦗٤٣⦘
الأموال، وأجدب البلاد، فادع الله أن يسقينا، فرفع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يديه حذاء وجهه، فقال: اللهم اسقنا، فوالله ما نزل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم عن المنبر حتى أوسعنا مطرا، وأمطرنا ذلك اليوم إلى الجمعة الأخرى، فقام رجل، لا أدري هو الذي قال لرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: استسق لنا، أم لا، فقال: يا رسول الله، انقطعت السبل، وهلكت الأموال، من كثرة الماء، فادع الله أن يمسك عنا الماء، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: اللهم حوالينا ولا علينا، ولكن على الجبال، ومنابت الشجر، قال: والله ما هو إلا أن تكلم رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بذلك، تمزق السحاب، حتى ما نرى منه شيئا» (¬٣).
---------------
(¬١) اللفظ لمالك.
(¬٢) اللفظ للبخاري (١٠١٤).
(¬٣) اللفظ للنسائي ٣/ ١٥٩.

الصفحة 42