٥٧٧ - عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أَنس، قال:
«أصاب أهل المدينة قحط، على عهد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فبينا هو يخطب يوم جمعة، إذ قام رجل، فقال: يا رسول الله، هلكت الكراع، هلكت الشاء، فادع الله يسقينا، فمد يديه ودعا. قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريح أنشأت سحابا، ثم اجتمع، ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء، حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل، أو غيره، فقال: يا رسول الله، تهدمت البيوت، فادع الله يحبسه، فتبسم، ثم قال: حوالينا ولا علينا، فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل» (¬١).
- وفي رواية: «أصاب أهل المدينة قحط، على عهد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: فقام الناس إليه، في جمعة، وهو على المنبر يخطب، فقالوا: يا رسول الله، غلت الأسعار، واحتبست الأمطار، فادع الله أن يسقينا، قال: فرفع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يديه فاستسقى، قال: فمطرنا، فلم نزل نمطر حتى كانت الجمعة المقبلة،
⦗٤٥⦘
قال: فقام الناس إليه، وهو على المنبر، فقالوا: يا رسول الله، انقطعت الركبان، وانهدم البنيان، فادع الله أن يكشفها لنا، قال: فتبسم رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثم رفع يديه، فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فتخَرَّقَت (¬٢)، فصارت المدينة في إكليل، وما حولها يمطر» (¬٣).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري (٣٥٨٢).
(¬٢) في طبعة دار المأمون: «فتحرفت»، والمُثبت عن نسخة مكتبة شهيد علي الخطية، الورقة (١٨٦/ أ)، وطبعة دار القبلة (٣٩١٦).
(¬٣) اللفظ لأبي يَعلى.