كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 2)

- وفي رواية: «خرجت من عند رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم متوجها إلى أهلي، فمررت بغِلمان يلعبون، فأعجبني لعبهم، فقمت على الغِلمان، فانتهى إلي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأنا قائم على الغِلمان، فسلم على الغِلمان، ثم أرسلني رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في حاجة له، فرجعت إلى أهلي بعد الساعة التي كنت أرجع إليهم فيها، فقالت لي أمي: ما حبسك اليوم يا بني؟ فقلت: أرسلني رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في حاجة له، فقالت: أي حاجة يا بني؟ فقلت: يا أماه، إنها سر، فقالت: يا بني، احفظ على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم سره».
قال ثابت: فقلت: يا أبا حمزة، أتحفظ تلك الحاجة اليوم، أو تذكرها؟ قال: إي والله، إني لأذكرها، ولو كنت محدثا بها أحدا من الناس لحدثتك بها يا ثابت (¬١).

⦗٦٢٨⦘
- وفي رواية: «قدم النبي صَلى الله عَليه وسَلم المدينة، وأنا ابن تسع سنين، فانطلقت بي أُم سُليم إلى نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم فقالت: يا رسول الله، هذا ابني استخدمه، فخدمت النبي صَلى الله عَليه وسَلم تسع سنين، فما قال لي لشيء فعلته: لم فعلت كذا وكذا، وما قال لي لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا وكذا؟!
وأتاني ذات يوم، وأنا ألعب مع الغِلمان، أو قال: مع الصبيان، فسلم علينا ودعاني، فأرسلني في حاجة، فلما رجعت قال: لا تخبر أحدا، واحتبست على أمي، فلما أتيتها قالت: يا بني، ما حبسك؟ قلت: أرسلني رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في حاجة له، قالت: وما هي؟ قلت: إنه قال: لا تخبرن بها أحدا، قالت: أي بني، فاكتم على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم سره» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١٣٤١٣).
(¬٢) اللفظ لأحمد (١٢٨١٥).

الصفحة 627