كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 2)

٥٤٤ - عن عثمان، عن أَنس، قال: قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم:
«أَتاني جبريل، وفي يده كالمرآة البيضاءِ, فيها كالنكتة السوداءِ، فقلت: يا جبريل، ما هذه؟ قال: هذه الجمعة، قال: قلت: وما الجمعة؟ قال: لكم فيها خير، قال: قلت: وما لنا فيها؟ قال: تكون عيدا لك، ولقومك من بعدك، ويكون اليهود والنصارى تبعا لك، قال: قلت: وما لنا فيها؟ قال: لكم فيها ساعة، لا يوافقها عبد مسلم، يسأَل الله فيها شيئًا من الدنيا والآخرة، هو له قسم، إِلا أَعطاه إِياه، أَو ليس له بقسم، إِلا ادَّخر له عنده ما هو أَفضل منه، أَو يتعوذ به من شر هو عليه مكتوب، إِلا صرف عنه من البلاءِ ما هو أَعظم منه، قال: قلت له: وما هذه النكتة فيها؟ قال: هي الساعة، وهي تقوم يوم الجمعة، وهو عندنا سيد الأَيام، ونحن ندعوه يوم القيامة: يوم المزيد، قال: قلت: مم ذاك؟ قال: لأَن ربك، تبارك وتعالى، اتخذ في الجنة واديا من مسك أَبيض، فإِذا كان يوم الجمعة، هبط من عليين على كرسيه، تبارك وتعالى، ثم حف الكرسي بمنابر من نور، ثم يجيءُ النبيون حتى يجلسوا عليها، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب، مكللة بالجواهر، ثم جاءَ الصديقون والشهداءُ حتى يجلسوا عليها، وينزل أَهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب، ثم يتجلى لهم ربهم، تبارك وتعالى، ثم يقول: سلوني أُعطكم، قال: فيسأَلونه الرضا، فيقول: رضائِي أَحلكم داري، وأَنالكم كرامتي، فسلوني أُعطكم، قال: فيسأَلونه الرضا، قال: فيشهدهم أَنه قد رضي عنهم، قال: فيفتح لهم ما لم تر عين، ولم تسمع أُذن، ولم يخطر على قلب بشر، قال: وذلكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة، قال: ثم يرتفع، ويرتفع معه النبيون والصديقون والشهداءُ، ويرجع أَهل الغرف إِلى

⦗٨⦘
غرفهم، وهي درة بيضاءُ، ليس فيها فصم ولا قصم، أَو درة حمراءُ، أَو زبرجدة خضراءُ، فيها غرفها وأَبوابها مطرورة (¬١)، وفيها أَنهارها متدلية فيها ثمارها، قال: فليسوا إِلى شيءٍ أَحوج منهم إِلى يوم الجمعة، ليزدادوا إِلى ربهم نظرا، وليزدادوا منه كرامة».
أخرجه ابن أبي شيبة (٥٥٦٠) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن محمد المحاربي، عن ليث، عن عثمان، فذكره (¬٢).
---------------
(¬١) اختلفت الطبعات في هذه الكلمة ففي طبعة دار القبلة: «مطرورة»، وفي طبعة الرشد: «مطرزة»، وفي طبعتي الفاروق، وإشبيليا: «مطروزة»، وذكر محققو هذه الطبعات اختلاف النسخ الخطية في هذا الموضع، فورد فيها ما هو مذكور، وفي بعضها: «مطردة»، وفي الكثير من ألفاظ هذا الحديث ورد مثل هذه الخلافات، قال القاضي عياض: مُطررة، مِن طررتُ الحائط: إذا غشيته بجُص أو جِير وحَسنته وجددته. «إكمال المُعلِم» ٧/ ١٩٥.
(¬٢) مَجمَع الزوائد ١٠/ ٤٢١، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (١٤٦٨)، والمطالب العالية (٦٧٣).
وهذا؛ أخرجه البزار (٧٥٢٧)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» ٤/ ١٢٥٦ و ٦/ ١٨٦٩.

الصفحة 7