- وفي رواية: «كان لأُم سُليم من أبي طلحة ابن، فمرض مرضه الذي مات منه، فلما مات غطته أمه بثوب، فدخل أَبو طلحة، فقال: كيف أمسى ابني اليوم؟ قالت: أمسى هادئا، فتعشى، ثم قالت له في بعض الليل: أرأيت لو أن رجلا أعارك عارِيَّة، ثم أخذها منك، إذا جزعت؟ قال: لا، قالت: فإن الله أعارك عارِيَّة فأخذها منك، قال: فغدا إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم فأخبره بقولها، وقد كان أصابها تلك الليلة، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: بارك الله لكما في ليلتكما، قال: فولدت غلاما كان اسمه عبد الله، فذكر أنه كان خير أهل زمانه» (¬١).
- وفي رواية: «خطب أَبو طلحة أُم سُليم، فقالت له: ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكني امرأة مسلمة، وأنت رجل كافر، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذلك مهري، لا أسألك غيره، فأسلم، فكانت له، فدخل بها فحملت، فولدت غلاما صبيحا، وكان أَبو طلحة يحبه حبا شديدا، فعاش حتى
⦗٨٨⦘
تحرك، فمرض، فحزن عليه أَبو طلحة حزنا شديدا، حتى تضعضع، قال: وأَبو طلحة يغدو على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ويروح، فراح روحة، ومات الصبي، فعَمَدت إليه أُم سُليم فطيبته ونظفته، وجعلته في مخدعنا، فأتى أَبو طلحة، فقال: كيف أمسى بني؟ قالت: بخير، ما كان منذ اشتكى أسكن منه الليلة، قال: فحمد الله، وسر بذلك، فقربت له عشاءه، فتعشى، ثم مست شيئًا من طيب، فتعرضت له حتى واقع بها، فلما تعشى، وأصاب من أهله، قالت: يا أبا طلحة، رأيت لو أن جارا لك أعارك عارِيَّة، فاستمتعت بها،
---------------
(¬١) اللفظ لعبد الرزاق.