كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 2)

ثم أراد أخذها منك، أكنت رادها عليه؟ فقال: إي والله، إني كنت لرادها عليه، قالت: طيبة بها نفسك؟ قال: طيبة بها نفسي، قالت: فإن الله قد أعارك بني، ومتعك به ما شاء، ثم قبض إليه، فاصبر واحتسب، قال: فاسترجع أَبو طلحة وصبر، ثم أصبح غاديا على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فحدثه حديث أُم سُليم كيف صنعت، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: بارك الله لكما في ليلتكما، قال: وحملت من تلك الواقعة، فأثقلت، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم لأبي طلحة: إذا ولدت أُم سُليم فجئني بولدها، فحمله أَبو طلحة في خرقة، فجاء به إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: فمضغ رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم تمرة فمجها فيه، فجعل الصبي يتلمظ، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم لأبي طلحة: حب الأنصار التمر، فحنكه، وسمى عليه، ودعا له، وسماه عبد الله» (¬١).
- وفي رواية: «خطب أَبو طلحة أُم سُليم، فقالت: والله، ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذاك مهري، وما أسألك غيره، فأسلم، فكان ذلك مهرها، قال ثابت: فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرا من أُم سُليم الإسلام، فدخل بها، فولدت له» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لابن حبان (٧١٨٧).
(¬٢) اللفظ للنسائي.

الصفحة 88