٦٢٣ - عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أَنس بن مالك، رضي الله عنه، يقول:
«اشتكى ابن لأبي طلحة، قال: فمات وأَبو طلحة خارج، فلما رأت امرأته أنه قد مات، هيأت شيئًا ونحته في جانب البيت، فلما جاء أَبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح، وظن أَبو طلحة أنها صادقة، قال: فبات، فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج، أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي صَلى الله عَليه وسَلم ثم أخبر النبي صَلى الله عَليه وسَلم بما كان منهما، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما».
قال سفيان: فقال رجل من الأنصار: فرأيت لهما تسعة أولاد، كلهم قد قرأ القرآن.
أخرجه البخاري ٢/ ٨٢ (١٣٠١) قال: حدثنا بشر بن الحكم (¬١)، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، قال: أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره (¬٢).
---------------
(¬١) قال ابن حجر: قوله «حدثنا بشر بن الحكم»، هو النيسابوري، قال أَبو نُعيم في «المستخرج»: يقال: إن هذا الحديث مما تفرد به البخاري، عن بشر بن الحكم، يعني من هذا الوجه، من حديث سفيان بن عُيينة، ولم يخرجه أَبو نُعيم، ولا الإسماعيلي، من طريق إسحاق، إلا من جهة البخاري. «فتح الباري» ٣/ ١٦٩.
(¬٢) المسند الجامع (٥٧٣)، وتحفة الأشراف (١٧٣).
٦٢٤ - عن حميد الطويل، عن أَنس، قال:
«اشتكى ابن لأبي طلحة، فخرج أَبو طلحة إلى المسجد، فتوفي الغلام، فهيأت أُم سُليم الميت، وقالت لأهلها: لا يخبرن أحد منكم أبا طلحة بوفاة ابنه، فرجع إلى أهله، ومعه ناس من أهل المسجد من أصحابه، قال: ما فعل الغلام؟ قالت: خير ما كان، فقربت إليهم عشاءهم، فتعشوا، وخرج القوم، وقامت المرأة إلى ما تقوم إليه المرأة، فلما كان آخر الليل قالت: يا أبا طلحة،
⦗٩٥⦘
ألم تر إلى آل فلان استعاروا عارِيَّة، فتمتعوا بها، فلما طلبت كأنهم كرهوا ذاك. قال: ما أنصفوا، قالت: فإن ابنك كان عارِيَّة من الله، تبارك وتعالى، وإن الله قبضه، فاسترجع، وحمد الله، فلما أصبح غدا على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فلما رآه قال: بارك الله لكما في ليلتكما، فحملت بعبد الله، فولدته ليلا، وكرهت أن تحنكه حتى يحنكه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فحملته غدوة، ومعي تمرات عجوة، فوجدته يهنأ أباعر له، أو يسمها، فقلت: يا رسول الله، إن أُم سُليم ولدت الليلة، فكرهت أن تحنكه حتى يحنكه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال: أمعك شيء؟ قلت: تمرات عجوة، فأخذ بعضهن فمضغهن، ثم جمع بزاقه فأوجره إياه، فجعل يتلمظ، فقال: حب الأنصار التمر، قال: قلت: يا رسول الله، سمه، قال: هو عبد الله» (¬١).
- وفي رواية: «أن أُم سُليم ولدت غلاما، من أبي طلحة، فبعثت به مع ابنها أنس، إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فحنكه» (¬٢).
أخرجه أحمد (١٢٠٥١) قال: حدثنا ابن أَبي عَدي. وفي ٣/ ١٨٨ (١٢٩٨٩) قال: حدثنا محمد بن عبد الله. و «عبد الله بن أحمد» ٣/ ١٠٦ (١٢٠٥٢) قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي. و «أَبو يَعلى» (٣٨٨٢) قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عبد الله بن بكر.
ثلاثتهم (محمد بن أَبي عَدي، ومحمد بن عبد الله الأَنصاري، وابن بكر) عن حميد، فذكره (¬٣).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١٢٠٥١).
(¬٢) اللفظ لأحمد (١٢٩٨٩).
(¬٣) المسند الجامع (٥٧٧)، وأطراف المسند (٤٧٣).
والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٩٧٤٠).