كتاب تاريخ علماء الأندلس (اسم الجزء: 2)

منقبضاً عن السلطان، وأرَاده الأمير محمد على القضاء، فأبى وقال: أبيت كما أبت السموات والأرض إباية إشْفَاق لا إباية عصيان. لي وَلَد وأنا أحبّه، لي ولد وانا أحبه. فأعفاه الأمير. ولم يكن عند الخُشَنِيّ كبير علم بالفقه، إنما كان الغالب عليه حفظ اللغة، ورواية الحديث. وكان: ثقة في ذلك مأموناً.
أخبرنا عبد الله بن محمد الشبلي، قال: قال لي عبد الله بن يونس: مات الخُشَنِيّ (رحمه الله) يوم السَّبت لأربع بقيم من شَهْر رمضان سنة ست وثمانين ومائتين. وهو: ابن ثمان وسّتين سنة.

1135 - محمد بن محمد: من أهل تُطِيَلة. عنى بالعِلم وطَلب وجمع ورحل سمع: فيها من سَحْنُون. من كتَاب: محمد بن أحمد.

1136 - محمد بن وضّاح بن بُزِيغ مولى الإمام عبد الرحمن بن مُعَاوية رضي الله عنه؛ من أهل قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبَا عبد الله. رَوَى بالأنْدَلُس عن محمد بن عيسى الأَعشى، ومحمد بن خالد الأشج، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن حَسَّان، وَزونَان بن الحسن، وعبد الملك بن حبيب، وعبد الأعلى بن وهْب.
ورحل إلى المشرق رحلتين إحداهما: سنة ثمان عشرة ومائتين لقى فيها سعيد بن منصور، وآدم بن أبي إياس العَسْقَلانيّ، ويحيى بن مَعِين، وأحمد بن حنبل، وزُهَير ابن حَرْب، وإبْراهيم بن حَسَّان الإطرابلسي وغيرهم. ولم يكن مذهبه في رحلته هذه طلب الحديث، وإنما كن شأْنه الزهد، وطلب العُبَّاد، ولو سمع في رحلته هذه لكان أرفع أهل زمانه درجة، وأعلاهم إسناداً. وكانت رحلته هذه قبل رحلة بَقِيّ ابن مخْلَد وقد شارك بَقِياً في كثير من رجاله.

الصفحة 17