كتاب تاريخ علماء الأندلس (اسم الجزء: 2)
سَمِعَ: من يَحيى بن إبراهيم بن مُزَيْن. وكان: فاضِلاً متديناً: صاحب مسائل وفتيا. ذكره: آبن حارث.
1204 - مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مَسَرَّة بن نجيح: من أهل قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى أبا عَبْد الله.
سَمِعَ: من أبيه، ومن محمد بن وضَّاح، والخُشَنيّ. وخرج إلى المشرق في آخر أيام الأمير عَبْد الله رحمه الله.
قال لي الخطّاب بن مسلمة: إتّهم بالزَّنْدقة فخرج فَاراً، وتردد بالمشْرِق مدة، فاشتَغَل بملاقاة أهل الجَدَل، وأصحاب الكَلاَم، والمُعْتَزِلة، ثم آنْصَرَف إلى الأنْدَلُس فأظهر نسْكاً وَوَرعاً، واغتر النَّاس بظاهره، فاختلفوا إليه وسمعوا منه، ثم ظهر النَّاس على سوء معتقده. وفتح مذهبه فانقبض من كان له إدْراك وعِلْم، وتَمَادى في صحبته آخرون غلب عليهم الجَهْل فدانوا بنحلته.
وكان: يقوُل بالاستطاعة، وانفاذ الوعيد، ويحرف التأويل في كثير من القرآن.
وكان: مع ذلك يدعى التكلم على تصحيح الأعمال، ومحاسبة النُّفوس على حقيقة الصدق في نحو من الكلام ذي النون الأخْمِيمي، وأبي يعقوب النهر جوري.
وكان: له لِسان يصل به إلى تأليف الكلام، وتمويه الألفاظ، وإخفاء المعاني.
وقد رد عليه جماعة من أهل المشرق منهم: أحمد بن مُحَمَّد بن زياد الاعرابيّ، وأحمد بن مُحَمَّد بن سَالِم التسْتَرِيّ. ولأحمد بن خالد في الرّد عليه صحيفة أخبرنا بها عنه أبو مُحَمَّد الباجيّ.
وقال ابن حارث: النّاس في ابن مسرة فرقتان: فرقة تبلغ به مبلغ الإمامة في العِلم والزَّهد، وفرقة تطعن عليه بالبدع لما ظهر من كلامهِ في الوَعْد
الصفحة 41
268