كتاب تاريخ علماء الأندلس (اسم الجزء: 2)

رحل فسمع: من عليّ بن عبد العزيز، ومحمد بن رزيق بن جَامِع، وبَكْر بن سَهْل الدمياطيّ، ويحيى بن عمر القروي، وأخيه محمد بن عمر وجماعة سواهم.
وآنصرف إلى بلده فكان يرحل إليه للسماع منه من قُرْطُبَة وغيرها. وكان: يُنسَبُ إلى الكذب.
قال لي محمد بن أحمد: هو كَذَّاب. رحَلْتُ إليه من قُرْطُبَة، ورحل معي أبو جعفر يعني: أحمد بن عَوْن الله فذهبنا إلى أن نقرأ عليه كتب أبي عبيد. وكان: يزعم أنه سمعها من عليّ بن عبد العزيز. فأخرج إلينا كتباً انتسخها بالأَنْدَلُس في رق. فسألناه عن أصول الكاغذ التي سمع فيها، فحكى أن ماء الجر وصل إلَيِهَا، وتشرّم بعضها، فَنَقلها وقابلها؛ فَقَبِلْنَا ذلِك منه.
وكان: أبو جعفر يسأله عن العوالي من الحديث، فلما اسْتُقدِم إلى قُرْطُبَة أخرج كتابا مختلفا من حديث سفيان بن عُيَيْنَة، جُلهُ سفيان عن الزّهريّ، عن أنس عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم.
وليس لسفيان عن الزّهري، عن أنس من المسند إلاَّ ستة أحاديث أو سبعة، واجتمع به أبو جعفر فأخرجه وقال له: هذا من ذلك العالي الذي كنت تسألني عنه بِرَيَّة، أو كما قال.
فافتضح في هذا الكتاب، وشهر بالكَذِب.
وكان: محمد بن يحيى، وأحمد بن عَوْن الله قَدْ أُسْقَطَا روايتهما عنه.
ووقفت أبا محمد عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عليّ على أمر هذا الكتاب الذي أظهر محمد آبن عيسى من حَدِيث سُفْيَان فعرفه وقَاَلَ لي: كاَنَ يكذب.

الصفحة 58