كتاب تاريخ علماء الأندلس (اسم الجزء: 2)

مدح الخُلْفَاء، وله رواية عن سعدان بن سعيد بن خُمَير، وقد حَدَّث بشئ من الأدب، وكَتَبْتُ عنْهُ من شعره. وتُوفِّيَ: بأَسْتِجَة للنصف من ذي الحجة سنة ست وسبعين وثلاث مائة.

1350 - محمد بن أبي سُلَيمان بن حارث المغيلي القسام: من أهل قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبَا عبد الله.
رحل حاجاً فسمع بمكَّة: من أبي العبَّاس الكندي، وبالقلزم: من أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف الإمام. وقَدِم الأنْدَلُس فكان أحد العدول عند القُضَاة.
وكان: حسن الخلق، كثير الدعابة، ونالَ جَاهاً عند السلطان وقد كُتِبَ عنه. تُوفِّيَ: يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة: سنة سبعٍ وسبعين، وثلاثِ مائةٍ. ودفن بمقبرة مَوَمّرَة.

1351 - محمد بن أبي الحسام طَاهر بن محمد بن طاهر: من أهل تُدْمِير؛ يُكَنَّى: أبَا عبد الله.
سَمِع بقُرْطُبَة: من محمد بن أحمد بن يحيى، ومن العَائِذِيّ وغيرهما. ورحل إلى المشرق فسمع من جماعة من الفقهاء والمحَدِّثين. وكان: قد تَنّسَك وتخلىّ عن الدنيا ورفض أهلها، وهجر وَطنه، وظهرت له بالمشرق إجَابات وكرامات. وذِكْرُه هناك بالحجاز والمغرب.
وبلغني أنه ربما كان يؤجر نفسه فيما يتقوته، ولما انصرف إلى الأنْدَلُس لزم الثّغر فكان يغازي العدو، ويدخل في السرايا حتَّى رزقَهُ اللهُ الشهادة مُقْبِلاً غير مُدْبرٍ؛ وذلك لسبع خلون من جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة في غزوة استرقة.

الصفحة 90