كتاب تاريخ علماء الأندلس (اسم الجزء: 2)

ابن يحيى وروى عنهم في جميع الأمصار التي دَخَلها مع من كَتَب عنه بالأنْدَلُس مائتا شيخ وشَيْخاً.
وقدم الأنْدَلُس من رحْلَته سنة خمس وأربعين، واتصل بأمِير المؤمنين المستنصر بالله رحمه الله، وكانت لهُ مكانة خاصة. وأَلف ل عدة دواوين، واسْتَقْضَاه على أَسْتِجَة؛ ثُمَّ استَقْضاه على رَيَّة، فلم يزل قَاضِياً عليها إلى أنْ تُوفِّيَ المستنصر.
وكان: حَافِظاً للحديث، عالماً به بَصيراً بالرِّجال، صحيح النقل، جيّد الكتاب على كثرة ما جمع.
سَمِعَ منه النّاس كَثِيراً؛ وآلَيْتُ الاخْتَلاف إلَيْه والسماع مْنُه من سنة تسع وستين إلى أن اعتل علته التي تُوفِّيَ بها. واَجَاز لي جميع ما رَوَاه غير مرة، وكتب لي ذلك بِخَطّه ولأخِي.
وسألته عن مولده فَقَال لي: ولدت سنة خمس عشرة وثَلاث مائة في أولها.
وتُوفِّيَ (رحمه الله) : ليلة الجمعة لاحدى عشرة ليلة خلت من رجَب سنة ثمانين وثلاث مائة، ودُفِن يوم الجمعة بعد صَلاة العصر في مَقْبَرة الرّبض قرب قبر أبي جعفر أحمد بن ابن عَوْن الله رحمهما الله. وصلى عليه القَاضي محمد بن يَبْقَى بن زَرْب. شهدتَ جنازته وشهدها أَهْل العلم.

1361 - محمد بن اَحمد بن حَمْدُون بن عيسى بن عليّ بن سَابق الخولاني: من أَهل قُرطُبَة، يعرف بابن الإمام؛ يُكَنَّى: أبَا عبد الله.
سَمِعَ: من أحمد بن خالد، ومحمد بن قاسم، وابن أَيْمَن، والخُشَنِيّ، والحسن بن سعد، وقاسم بن أَصْبَغ ونظرائهم.
وكان: حافظاً للأخبار والأنساب، عالماً باللغة، بليغاً، لَسِناً.
وكان: مَشْهوراً باعتقاد مذهب ابن مَسَرَّة لا يَتَستّر. وكان مولعاً بالتشريق في صلاته. قال: ولدت في جمادى الأولى سنة خمسٍ وثلاثِ مائةٍ.

الصفحة 95