كتاب تاريخ علماء الأندلس (اسم الجزء: 2)

وكان: أحفظ أهل زَمانه لِلْمَسائل على مذهب مالك وأصحابه.
أخبرني من سمع من محمد إ سحاق بن السَّليم يقول له يا أبا بكر: لو رآك عبد الرحمن بن القاسم لعجب منك. شُوِرَ في الأحكام صدراً من ولاية محمد بن إسحاق القاضي، ولما تُوفِّيَ محمد بن إسحاق ولى محمد بن يَبْقَى قَضَاء الجماعة وذلك يوم الخَمِيس لاربع بقين من جمادى الآخرة سنة سَبْعٍ وستين وثلاثِ مائةٍ.
وكان: كثير الصّلاة، كثير التِّلاوة، وكان مع علمه بالمسائل، بَصِيراً بالعربية والحساب، حسن الحكاية، وكان بعيداً من الحيف في أحكامه. وكانت فيه سلامة تجوز عليه بها بعض ما لا يجوز على أهل اليقظة من قبول المدح مواجَهَة، واسْتِحْسان الإطراء عفا الله عنّا وعنه. وكان كريم العناية رابا للصنيعة. وانتفع به جماعة من صحبه، وتَرَدَّدُوا عليه، وتأثلوا به في دُنْيَاهم. ولا أعلمه حَدَّث إلاّ بصحيفة ردّ فيها على محمد بن مَسَرَّة قُرِئَتْ عليه مَرَّات. واستسقى بنا سنة تِسْعٍ وسَبْعِين، وسنة ثَمَانين فلم تكن خطبه في الاستسقى كخطبه في الجمعة.
وتُوفِّيَ (رحمه الله) : ليلة الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من شَهْر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. ودُفِن يوم الأحد بعد صلاة العصر في مَقْبَرة قُرَيْش وصلَّى عليه أحمد بن عبد الله بن ذكْوَان صاحب الرد. شَهِدْتُ جنازته وشهدها جماعة المسلمين. وكان الثناء عليه حسناً ومولده يوم الجمعة لثمان خلون من شهر رمضان سنة سبع عشرة وثلاث مائة.

1364 - محمد بن مُوسَى بن مصْبَاح بن عيسى المُؤَذِّن: من أهل قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبَا بكر.
سمِعَ بقُرْطُبَة: من أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيْمَن، وقاسم بن أَصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُلَيم ونظرائهم. ورحل إلى المَشْرِق سنة تسع

الصفحة 97