كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 2)

عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} (¬1) .. الآيات.
أيها الإخوة: أينا الذي وقف عند تفسير قوله تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} (¬2).
والمصيبة الثالثة: إننا نخطئ كثيرًا، ونظلم أنفسنا ونظلم الناس من حولنا، وقد نشعر بهذا أو لا نشعر .. المهم أننا لا بهتم بذلك، فإذا ما أُصِبنا أو لحق بنا ضرر في أنفسنا أو في أهلينا أو أموالنا، عجبنا واستغربنا. وكرهنا وفزعنا، فهل، ذلك من العدل والإنصاف؟ وأينا الذي وقف عند قوله تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً} (¬3) قال جمهور السلف: لفظ الآية عام، والكافر والمؤمن مجازى بعمله السوء، وأما مجازاة الكافر فالنار لأن كفره أوبقه وأما المؤمن فبنكبات الدنيا، كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: {مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}. بلغت المسلمين مبلغًا شديدًا، فقال: اللهم أصلح أحوالنا، وبصرنا بمواطن الضعف في نفوسنا، واجعلنا هداة مهتدين، لا ضالين ولا مضلين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها، والشوكة يشاكها».
¬_________
(¬1) سورة المعارج، الآيات: 19 - 26.
(¬2) سورة النساء، الآية: 123.
(¬3) سورة النساء، الآية: 123.

الصفحة 211