كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 2)

وشهر رمضان فرصة للمواساة مع شعوب العالم الإسلامي ... تلك التي أثخنتها الجراح، وعز فيها الطعام، أو قل فيها الكساء، وكم هو مؤلم أن تندس الجمعيات اليهودية، أو الإرساليات النصرانية في ظل هذه الظروف المحرجة للمسلمين فتمدهم بالطعام والكساء، أو توفر لهم الشراب أو الدواء، كل ذلك حتى تغزوهم بالأفكار وتقدم لهم المبادئ الكافرة، وتصرفهم عن الإسلام الحق.
أو ليس في غفلة المسلمين عن إخوانهم فرصة لنجاح مهمة هؤلاء الأبالسة الماكرين ... أو لسنا جميعًا نتحمل مسؤولية أي انحراف يقع نتيجة تراجعنا عن المساعدات الواجبة وتقدم غيرنا؟ أمَّا من يتضور جوعًا، أو يتقلب في قمم الجبال الباردة، ولا يتوفر عنده ما يقيه شدة البرد، فتلك مسؤولية أخرى يتحملها المسلمون بإزاء إخوانهم المسلمين.
يا إخوة الإسلام، إذا توفرت لكم المعلومات عن حاجة هذه الشعوب المسلمة، وتوفرت لكم الأيدي والجمعيات الإسلامية والهيئات الموثوقة التي توصل هذه الصدقة إلى محتاجيها فأي عذر لكم عن الإحجام عن المساعدة أولستم في شهر الصيام تتذكرون حاجة النفس إلى الطعام حين صومكم، وقرقعة بطونكم؟ وتتذكرون حاجتها إلى الشراب حين يبس الشفاه، وشدة العطش؟ فتسلون أنفسكم بقرب الإفطار، وتوفره، فتَذكَّروا حاجة هؤلاء المحتاجين لا في رمضان فحسب، وتَذَّكروا أن هؤلاء منتظرون مدد السماء، وإعانات المحسنين وأهل البر والوفاء، أو لستم في فصول الشتاء تبحثون عن الفرش الوثيرة لتحتموا بها من لسع البرد القارص؟ فَتَذَكَّروا من يشعرون بشعوركم ويحتاجون لحاجتكم أو أشد، لكنهم لا يملكون ما به يتدثرون، وينتظرون العون ممن أفاء الله عليهم وفتح عليهم ما لم يفتح على غيرهم.

الصفحة 235