كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 2)

معاشر المسلمين، ويكفي الحلمُ عزةً ورفعةً وعلوَّ شأن أنه من أسماء الله وصفاته، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (¬1). {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (¬2). {وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} (¬3).
والحلم حلية أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، والخليل عليه السلام يصفه ربه بالحلم ويقول: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} (¬4). {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لحَلِيمٌ} (¬5).
ويبشره ربه كذلك بابن حليم، ويكون الحلم من صفات إسماعيل عليه السلام. قال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} (¬6).
ويُوصف شعيب عليه السلام بالحلم والرشد من قومه وإن كان على سبيل التهكم والاستهزاء، قال تعالى: {إِنَّكَ لأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} (¬7).
لكنه كذلك وإن رغمت أنوف الملأ ويكفيه حلمًا وعلمًا أن يقول لهم: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (¬8).
أما صفوة الخلق وخيرة المرسلين، فيزكيه ربه بكمال الأخلاق ويقول:
¬_________
(¬1) سورة البقرة، الآية: 235.
(¬2) سورة آل عمران، الآية: 155.
(¬3) سورة النساء، الآية: 12.
(¬4) سورة التوبة، الآية: 114.
(¬5) سورة هود، الآية: 75.
(¬6) سورة الصافات، الآية: 101.
(¬7) سورة هود، الآية: 87.
(¬8) سورة هود، الآية: 88.

الصفحة 249