كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 2)

(1) نواقض الإسلام (¬1)
الحمد لله رب العالمين، أمر عباده المؤمنين بالإيمان، وغيرهم من باب أولى، فقال جل من قائل عليمًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} (¬2).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له حذر من النكوص على الأعقاب، وأنكر نقض الإيمان لأي سبب من الأسباب، حتى ولو كان موت محمدٍ عليه الصلاة والسلام: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (¬3).
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله استعاذ بالله من «الحور بعد الكور» وأرشد أمته إلى ذلك كما في دعاء السفر، (والحور بعد الكور: تغير حال الإنسان من الإيمان إلى الكفر، أو من التقوى والصلاح إلى الفجور والسوء، كما قرر العلماء) (¬4).
اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى سائر صحابة رسول الله أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فأما بعد، فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، والاستمساك بالعروة الوثقى،
¬_________
(¬1) في 6/ 4/ 1417 هـ.
(¬2) سورة النساء، الآية: 136.
(¬3) سورة آل عمران، الآية: 114.
(¬4) انظر الحور بعد الكور للدويش/ 11.

الصفحة 25