كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 2)

ويقول تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} (¬1).
أخلص العبادة لله وحده، وادعه وحده، واعلم أن غيره، كائنًا من كان، لا يملك جلب النفع ولا دفع الضر، واستمسك موقنًا بقوله تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (¬2).
أجل لقد قال المشركون قديمًا {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (¬3). وما زال المشركون حديثًا يستغيثون بالأولياء ويستصرخون الموتى، ويطوفون حول الأضرحة، ويطلبون المدد والشفاعة ممن لا يملكها، والله يقول: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (¬4).
3 - الناقض الثالث: (من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر إجماعًا).
إن الإله الحق واحد، لا إله إلا هو، ولا رب سواه، وإن الدين الحق واحد وهو ناسخٌ لجميع الأديان قبله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} (¬5)، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (¬6).
¬_________
(¬1) سورة سبأ، الآية: 22.
(¬2) سورة يونس، الآيتان: 106، 107.
(¬3) سورة الزمر، الآية: 3.
(¬4) سورة الزمر، الآية: 3.
(¬5) سورة آل عمران، الآية: 19.
(¬6) سورة آل عمران، الآية: 85

الصفحة 28