كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 2)

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (¬1).
وكذلك أمر المسلمون بالتخاطب فيما بينهم: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} (¬2).
عباد الله، لا قوام للأمة المسلمة ولا فلاح إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬3). وتتخلى الأمة عن خيريتها إذا تخلت عن هذه الشعيرة المهمة من شعائر دينها {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (¬4).
والنقد البناء في طريقنا في البناء، وأي مجتمع تسود أفراده الأنانية وتقديس الذات فهو إلى فناء، وأي أمة لا تأبه بالخطأ يقع، ولا يتناهى أبناؤها عن المنكر يحل فلن تسلم من غضب الجبار ولعنته:
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (¬5).
ولكن إلانة القول في النصح مطلب، والرفق بالنقد منهج، وإليكم شيئًا من آداب ومطالب وضوابط النقد للآخرين فافقهوها، واعملوا بها تنجوا وتفلحوا.
¬_________
(¬1) سورة الأنفال، الآية: 1.
(¬2) سورة الإسراء، الآية: 53.
(¬3) سورة آل عمران/ الآية: 104.
(¬4) سورة آل عمران، الآية: 110.
(¬5) سورة المائدة، الآيتان: 78، 79.

الصفحة 61