كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 2)

وهو أنواعٌ مختلفة، وطرائق متباينة، ولذا قال الشنقيطي، رحمه الله:
«اعلم أن السحر لا يمكن حده بحد جامع مانع، لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته، ولا يتحقق قدر مشتركٌ بينها يكون جامعًا لها، مانعًا لغيرها، الداخلة تحته، ولا يتحقق قدر مشتركٌ بينها يكون جامعًا لها، مانعًا لغيرها، ومن هنا اختلفت عبارات العلماء قي حدة اختلافًا متباينًا» (¬1).
ومن السحر الصرف والعطف، والصرف هو صرف الرجل عما يهوى، كصرفه مثلاً عن محبة زوجته إلى بغضها، والعطف عملٌ سحري كالصرف، ولكنه يعطف الرجل عما لا يهواه إلى محبته بطرق شيطانية.
والسحر محرم في جميع شرائع الرسل عليهم السلام (¬2) وهو أحد نواقض الإسلام- كما علمتِ- حتى قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، يرحمه الله: فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} (¬3).
وقد دل القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة، وأقوال أهل العلم على أن للسحر حقيقة، كيف لا؟ والله يقول: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (¬4)، ويقول {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ .. } (¬5)، ويقول عن موسى عليه السلام: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى (68)
¬_________
(¬1) أضواء البيان 4/ 444.
(¬2) العلوان، التبيان/ 50.
(¬3) سورة البقرة، الآية: 102.
(¬4) سورة الفلق، الآية: 4.
(¬5) سورة البقرة: الآية: 102.

الصفحة 75