الذين تزعمهم الأمير خاير بك أعلنوا خلع السلطان تمربغا بعد أن عجز في كسب رضاهم، وأعلنوا نصب خايربك في السلطنة، إلا أن ذلك التصرف لم يكتب له النجاح بعد أن وقف الأمير قايتباي المحمودي في وجه المماليك الأجلاب وتولى السلطنة، وكانت مدة الظاهر تمربغا في السلطنة قرابة شهرين (¬1).
10 - السلطان الأشرف قايتباي المحمودي: (872 هـ- 901 هـ)
طالت مدة الأشرف قايتباي في السلطنة حيث قاربت تسعة وعشرين عامًا، لقي فيها الكثير من الصعوبات، خاصة على نطاق الحدود الشمالية للدولة، فقد غلب عدم الاستقرار على تلك المنطقة بسبب كثرة عصيان القبائل التركمانية، يضاف إلى ذلك الخطر الجديد الذي أصبح يهدد الدولة وهو تعاظم قوة الدولة العثمانية وتزايد نفوذ السلطان العثماني في تلك المنطقة بصفة خاصة وفي أراضي الخلافة العباسية بصفة عامة. وكذا ثورات الجلبان المتكررة التي لم يكن لها هدف سوى الحصول على النفقة دون نظر إلى حالة الدولة المالية أو التزاماتها الحيوية (¬2).
أثرها على الجراعي ..
من المعلوم أن للحياة السياسية أثرًا على نتاج أبنائها، وكلما كان الوضع السياسي مستقرًا، كانت الحياة العلمية في نمو واتساع،
¬__________
(¬1) انظر: النجوم الزاهرة (16/ 373 - 393)، بدائع الزهور (2/ 467 - 473)، سمط النجوم العوالي (4/ 42)، أخبار الأول ص (123).
(¬2) انظر: النجوم الزاهرة (16/ 394)، بدائع الزهور (3/ 3 - 5)، مصر في عصر دولة المماليك الجراكسة ص (38).