للإقراء بمدرسة الشيخ أبي عمر، وأجاز له خلق منهم صالح بن عمر البلقيني، ولازم المحلي الشافعي .. إلخ.
ففي هذا البيت المبارك نشأ إمامنا نشأة علمية قوية ويدل على ذلك أمور:
أ - حرص هذه الأسرة على طلب العلم، حيث ارتحلت لطلب العلم، واستوطنت الصالحية الزاخرة بالعلم والعلماء آنذاك. وذكرت لنا التراجم أنه ارتحل - أي الجراعي - ومعه أخوه شهاب الدين أحمد وابنه عمر بن أحمد إلى مكة وقرؤا على ابن فهد، وسافر مع أخيه جمال الدين إلى مصر وقرؤا على الملحي والبلقيني (¬1).
ب - رحل إمامنا - رحمه الله - أول رحلة له في طلب العلم وعمره آنذاك سبعة عشر عامًا، كما سيأتي، وقبلها قد قرأ بعض المطولات كبعض "ألفية ابن مالك" (¬2) ونحو ثلث "جمع الجوامع" (¬3) للتاج السبكي (¬4) و"ألفية شعبان
¬__________
(¬1) انظر: السحب الوابلة (1/ 139 وما بعدها، 307).
(¬2) لأبي عبد الله محمد جمال الدين بن مالك (ت 672 هـ)، وهي من أشهر المتون في العربية، ولها شروح كثيرة أشهرها، شرح ابن عقيل، وشرح ابن هشام المسمى بأوضح المسالك، انظرها مع شرحها لابن عقيل ضمن مطبوعات المكتبة العصرية - بيروت 1409 هـ.
(¬3) وهو مطبوع مع شرح المحلي له ضمن مطبوعات دار الفكر 1415 هـ.
(¬4) هو: الإمام تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، أبو نصر، قاضي القضاة، المؤرخ الباحث، كان ماهرًا في الأصول والفقه والحديث والآداب، من مصنفاته: رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب =