كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 2)

وهو الذي ردَّ الملك بعد موت سليمان عليه السلام إلى اليمن، وكان ملك ياسر خمسًا وثلاثين سنة، وقيل: خمساَّ وَثمانين سنة.

فصل
ثم ملك بعده شَمِر بن أفريقيش بن أبرهة بن الرائش، وكان به ارتِعاشٌ، فقيل له: شَمِر يَرْعِش.
وغزا المشرق في جيش عظيم، وأَوغل في بلاد الهند والصين، وفتح المدائن والحصون، وأحرق مدينة الصُّغْد، وهي سَمَرقَنْد، فقيل: شَمِركَند، أي: أَخربها، فعرَّبَتْها العرب فقالت: سَمَرْقَنْد، ثم عاد إلى اليمن. وكان ملكه مئة وسبعًا وثلاثين سنة، وقيل: ثلاثًا وخمسين سنة.

فصل
فملك الأَقرن بن شَمِر يرعِش، فغزا بلادَ الروم، وأوغل فيها، حتى قَرُب من وادي الياقوت، فمات قبل دخوله فدفن هناك. وكان ملكه مئة وثلاثًا وستين سنة، وقيل: ثلاثًا وخمسين سنة.

فصل في التَّبابِعة
وتُبَّع: لقبٌ لملوك اليمن، ككِسرى للفرس، وقَيصر للروم ونحوه.
واختلفوا في أوّل التَّبابِعة بعد اتّفاقهم على أنهم ثلاثة، فقال قوم: الأول: الأَقرن ابن شَمِر يرعش الذي ذكرناه آنفًا، وقيل: ولده تبع بن الأَقرن ويُسمّى: تُبَّعًا الأكبر، والثالث: أسعد بن كلكرب، وقيل: حسّان بن تبان.
واختلفوا في تبع صاحب هذه الترجمة، فقال قوم: اسمُه الأَقْرن بن شَمِر يرعش. وقال آخرون: مَلِكي كَرِب بن تُبَّع. وقال ابن الكلبي: اسمُه زيد بن عمرو بن تبع بن أَبرهة ذي المنار، وهو الذي غزا في زمان بشتاسب (¬1).
¬__________
(¬1) في المحبر 367، وصبح الأعشى 5/ 23 أنه أسعد أبو كرب بن قيس بن زيد بن عمرو ذي الأذعار تبع الآخر ابن أبرهة ذي المنار.

الصفحة 493