كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 2)

أَدَلُّ من حُنَيْفِ الحَناتِم، هو رجل من تَيْم اللّات بن ثَعْلبة، كان ماهراً بالدّلالة ومعرفة الطُّرق (¬1).
أَذَلُّ من فَقْعٍ [بقَرْقَر] يُشَبَّه به الرجل الذّليل، يقال: هو فَقْعُ قَرْقَرٍ، لأنَّ الدَّواب تَنْجُلُه بأرجُلها، وهو ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ البيضاء الرِّخوة (¬2).
أَرْوَى من النَّعامة، لأنَّها لا تُريد الماء ولا تطلبه، فإن رَأَتْه أو شربَتْه كان عَبثاً (¬3).
أَزْكَنُ من النَّاس، وهو التفرُّس والظنّ، وإياس: هو ابن معاوية المُزَني، والعامَّة تقول: أَذْكى، وهو خطأ، فإن قيل: فقد قال أبو تمام: [من الكامل]
إقدامُ عَمْرٍو في سَماحةِ حاتِم ... في حِلْمِ أَحنفَ في ذَكاءِ إياسِ
فالجواب: إنَّما قاله لضرورة الشّعر (¬4).
أَزْنى من ظُلْمة، وهي امرأةٌ زَنَت أربعين سنة، ثم قَادَتْ (¬5) أربعين سنة، ولما عَجزت عن القسمين اتّخذت تَيْساً وأَعنُزاً، فقيل لها في ذلك، فقالت: لأسمعَ أَصْوات الجِماع.
أَزْنى من قِرْد (¬6).
أَزْهى من غُراب، لأنَّه إذا مَشى يَختال ويَنظر إلى نَفْسه، قال الشاعر: [من المتقارب]
أَشدُّ لَجاجاً من الخُنفساءِ ... وأَزْهى إذا ما مَشى من غُراب (¬7)
ويقال: أَزْهى من طاووس وديك (¬8).
¬__________
(¬1) الدرة 1/ 200، والعسكري 1/ 456، والميداني 1/ 273، والزمخشري 1/ 118.
(¬2) الدرة 1/ 204، والعسكري 1/ 469، والميداني 1/ 284، والزمخشري 1/ 134.
(¬3) الدرة 1/ 210، والعسكري 1/ 498، والميداني 1/ 315، والزمخشري 1/ 147.
(¬4) الدرة 1/ 215، والعسكري 1/ 507، والميداني 1/ 325، والزمخشري 1/ 148، وديوان أبي تمام بشرح التبريزي 2/ 249.
(¬5) في النسخ: ثم استحسنت! ؟ والمثبت من العقد 3/ 72، والمثل في الدرة 2/ 353، والعسكري 2/ 131، والميداني 2/ 125، والزمخشري 1/ 287 برواية: أقود من ظلمة.
(¬6) الدرة 1/ 213، والعسكري 1/ 506، والميداني 1/ 326، والزمخشري 1/ 149.
(¬7) الدرة 1/ 214، والعسكري 1/ 507، والميداني 1/ 327، والزمخشري 1/ 151.
(¬8) الميداني 1/ 327، والزمخشري 1/ 151.

الصفحة 556