كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 2)

أَهْوَنُ من قُعَيْسٍ على عَمَّته، هو رجل من أهل الكوفة زار عمته في ليلة باردة وكان بيتها ضَيِّقاً وعندها كلب، فأدخلت الكلبَ البيتَ وأَخرجت قُعَيْساً، فمات من البرد.
وقيل: هو قعيس بن مقاعس من بني تميم، مات أبوه، فرَهَنَتْه عمته على صاع من بُرٍّ، ولم تَستَفِكَّه فاستعبده الذي رهنته عنده (¬1).

فصل
إن البَلاءَ مُوَكَّل بالمَنْطِقِ. أوَّلُ مَن قاله أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - (¬2).
إن من البَيان لسِحْرا، قاله عليه السلام لعَمرو بنِ الأَهْتَم لمّا وَصف الزبرقان بن بدر (¬3).
إن البُغاثَ بأرضنا يَسْتَنْسِرُ، يُضرب مثلاً للضَّعيف يصير قويّاً، والذَّليل يَعزُّ، ومعناه: إن مَن جاوَرَنا عَزَّ بنا (¬4).
إن الجَبان حَتْفُه من فَوْقه، أوَّلُ مَن قاله عَمرو بنُ مامَة، وكانت مُراد قد أصابته، فقال وهو في سياق الموت: [من الرجز]
لقد حَسَوْتُ المَوتَ قبلَ ذَوْقِه
إن المجَبانَ حَتْفُه من فَوْقِه
والثَّورُ يَحمي أَنْفَه برَوْقِه (¬5)
¬__________
(¬1) المثلان على الترتيب في الدرة 2/ 431 و 432، والعسكري 2/ 373، والميداني 2/ 458 و 407، والزمخشري 1/ 445 و 447.
(¬2) الفاخر 235، ومجمع الأمثال 1/ 17، وأمثال الحديث لأبي الشيخ (51)، ومن كلام عَبيد بن شرية في عيون الأخبار 2/ 305، والمستقصى 1/ 305، ومن كلام ابن مسعود - رضي الله عنه - في الزهد لوكيع (311)، ومصنف ابن أبي شيبة 8/ 578، والزهد لهناد (1193)، وروي مرفوعاً من حديث علي وحذيفة وأنس وأبي الدرداء وابن مسعود والحسن مرسلاً، وفي كل منها مقال، انظر المقاصد الحسنة (305)، وفيض القدير 3/ 223، وتنزيه الشريعة 2/ 296، وكف الخفاء 1/ 343.
(¬3) أخرجه أحمد (4651)، والبخاري (5767) من حديث ابن عمر - رضي الله عنه -، وأخرجه مطولاً العسكري 1/ 13، والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 316 و 317، وانظر الميداني 1/ 7، والزمخشري 1/ 414، وسير أعلام النبلاء 2/ 271 (السيرة)، والبداية والنهاية 7/ 242 و 243 (هجر).
(¬4) أمثال أبي عبيد 93، والبكري 129، والعسكري 1/ 197 و 231، والميداني 1/ 10، والزمخشري 1/ 452.
(¬5) أمثال أبي عبيد 316، والبكري 439، والعسكري 1/ 114، والميداني 1/ 10، والزمخشري 1/ 403.

الصفحة 572