كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

(من قلبه) يحتمل تعلُّقه بـ (خالصًا)، أو بحالٍ من ضمير (قال)، وهذا أَرجح، أي: ناشئًا من قلبه، ومحلُّ الإعراب حينئذٍ للمُتعلِّق، لا لنفس الجار والمجرور.
(أو نفسه) شكٌّ من أبي هُريرة.
قال (ع): الشَّفاعات خمسةٌ:
أولها: الإِراحة من هَول المَوقِف، وهي من خصائص النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -
ثانيها: إدخال قومٍ الجنَّةَ بغير حسابٍ.
ثالثها: لقومٍ استوجبوا النارَ، ولا تختصُّ به، بل يَشفع فيهم أيضًا من شاءَ الرَّحمن.
رابعها: إخراج بعض المُذنِبين من النار، وجاء أنَّ الملائكة تشفَع في ذلك أيضًا، وإخوانهم من المؤمنين.
خامسها: الشَّفاعة في زيادةِ الدَّرجات، وهذه لا تُنكرها المعتزلةُ كما تُنكر الأُولى.
قال (ن): الأُولى وهي العُظمى، فُسِّر بها المَقام المَحمود، وهي والأَخيرة مختصَّتان به - صلى الله عليه وسلم -، ويجوز أن تكون الثالثة، والخامسة أيضًا.
قلتُ: ولنبينا - صلى الله عليه وسلم - شفاعاتٌ أُخرى كثيرة، ذكرتُ منها طائفة في "شرح العُمدة" في حديث: "أُعطِيْتُ خَمْسًا".
قال (ط): في الحديث أن المعلِّم يتفرَّس في متعلِّمه، فيظنُّ في كل مقدارَ تقدُّمه، وتنبيهُه على تفرُّسه، فيبعثُه على الاجتهاد في العِلْم.
وأن العالم يسكُت حتى يُسأَل، ولا يكون بذلك كاتمًا، بل على

الصفحة 29