كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)
(يقول) هو خبر (ليس)، واسمها ضمير الشأْن، أو: أنَّ (ليس) بمعنى: لا، فكأنَّه قيل: أَوَلا يقول؟.
(يسيرًا)؛ أي: سهلًا هيِّنًا ليس فيه مناقشةٌ كما في أَصحاب الشِّمال.
ووجه استشكالها: أنَّ الحديث عامٌّ في تعذيب كل مَن حُوسب، والآية تدلُّ على عدم تعذيب بعضهم، وهم أصحاب اليَمين، وجوابه: أنَّ المراد بالحِساب في الآية العَرْض، أي: الإبْراز والإظْهار، وعن عائشة فيه أنَّه يُعَرَّف ذُنوبَه، ثم يُتجاوَز عنه.
(ذلك) بكسر الكاف.
(نوقش) المناقشة: الاستِقصاء في الحساب.
(يهلك) بكسر اللام في الأَشهر، وهو مرويٌّ بالرفع والجَزْم؛ لأنَّ الشرط ماضٍ، ففيه الوجهان، والفعل لازمٌ، وتميمٌ تُعدِّيه فتقول: هلَكَه، بمعنى: أَهلكَه، ولكنَّ المعنى هنا على اللُزوم، ولو قيل بالتعدِّي لم يبعُد.
قال (ن): مَن نُوقش الحساب عُذِّب، له معنيان:
أحدهما: أن نفْس المناقشة هو التعذيب؛ لما فيه من التَّوبيخ.
والثاني: أنَّه يُفضي إلى التعذيب بالنار؛ ويُؤيده رواية: (يَهلك)، والمراد أن التقصير غالبٌ على العباد، فمن استُقصي عليه ولم يُسامح هلك وأُدخل النار، لكن الله يعفو ويغفر ما دُون الشِّرك لمن يشاء، انتهى.
وفي الحديث بيان فضل عائشة، وحرصها على التعليم والتحقيق، وأنَّه - صلى الله عليه وسلم - ما كان يضجر من المراجعة.
الصفحة 40
532