كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

كنَّا نُدَاوِي الكَلْمَى، وَنَقُومُ عَلَى المَرْضَى، فَسَألتْ أُخْتِي النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: أَعَلَى إِحدَاناَ بَأسٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَها جِلْبَابٌ أَنْ لاَ تَخْرُجَ؟ قَالَ: (لِتُلْبِسْها صَاحِبَتها مِنْ جِلْبَابها، وَلْتَشْهدِ الخَيْرَ وَدَعوَةَ المُسْلِمِينَ)، فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ سَألتها أَسَمِعْتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَتْ: بأَبِي نعم -وَكانَتْ لاَ تَذْكرُهُ إِلَّا قَالَتْ: بأَبِي- سَمِعتُهُ يَقُولُ: (يَخْرُجُ العَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الخُدُورِ، أَوِ العَوَاتِقُ ذَوَاتُ الخُدُورِ وَالحُيَّضُ، وَلْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ، ويعتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى)، قَالَتْ حَفْصَةُ: فَقُلْتُ: الحُيَّضُ؟ فَقَالَتْ: أليْسَ تَشْهدُ عَرَفَةَ وَكَذَا وَكَذَا؟!
(عواتقنا) جَمعُ (عاتِق)؛ أي: شابَّةٌ لم تُفارِقْ بيتَ أهلِها إلى زَوجٍ؛ لأنَّها عُتِقَتْ عن آبائِها في الخِدمَةِ والخُروجِ في الحَوائِجِ، وقيل: قارَبت أن تَتزوَّجَ فتُعتَقَ عن قَهرِ أَبوَيها.
(امرأة) هي وأختُها أمُّ عطيَّةَ نُسيبَةُ بنتُ الحارِث.
(قصر بني خلف) بالخاءِ المعجمة: مَوضعٌ بالبَصرة.
(ثنتي عشرة)؛ أي: غَزوة، وتميمٌ تكسِر (شينَ) عشرة.
(وكانت)؛ أي: وقالت المَرأةُ المُحدِّثةُ: (كانَت ...) إلى آخرِه.
(معه)؛ أي: مع زَوجِها، أو مع النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
(قالت)؛ أي: الأختُ.
(كنا) جُمِعَت لقَصدِ العُمومِ.

الصفحة 510