كتاب المجتبى (المعروف بالسنن الصغرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 2)

541- أَخبَرني إِبراهِيمُ بنُ الحَسَنِ، وَيُوسُفُ بنُ سَعيدٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيُّ حِينٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُصَلِّيَ العَتَمَةَ، إِمَامًا، أَوْ خِلْوًا؟، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم ذَاتَ لَيْلَةٍ بِالعَتَمَةِ، حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ وَاسْتَيْقَظُوا، وَرَقَدُوا وَاسْتَيْقَظُوا، فَقَامَ عُمَرُ، فَقَالَ: الصَّلاَةَ، الصَّلاَةَ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الآنَ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى شِقِّ رَأْسِهِ، فَاسْتَفتيَتُّ عَطَاءً: كَيْفَ وَضَعَ النَّبيُّ صَلى الله عَليه وسَلم يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ؟ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ، كَمَا أَشَارَ ابنُ عَبَّاسٍ، فَبَدَّدَ لِي عَطَاءٌ بَيْنَ أَصَابِعِهِ بِشَيْءٍ مِنْ تَبْدِيدٍ، ثُمَّ وَضَعَهَا، فَانْتَهَى أَطْرَافُ أَصَابِعِهِ إِلَى مُقَدَّمِ الرَّأْسِ، ثُمَّ ضَمَّهَا، يَمُرُّ بِهَا كَذَلِكَ عَلَى الرَّأْسِ، حَتَّى مَسَّتْ إِبْهَامَاهُ طَرَفَ الأُذُنِ مِمَّا يَلِي الوَجْهَ، ثُمَّ عَلَى الصَّدْغِ وَنَاحِيَةِ الجَبِينِ، لاَ يَعْصُرُ وَلاَ يَبْطُشُ شَيْئًا إِلاَّ كَذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ أَنْ لاَ يُصَلُّوهَا إِلاَّ هَكَذَا.

الصفحة 41