كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 2)

كَامِلَةً، فَهُمْ يُجْرِمُونَ وَيَرْمُونَ الْوِزْرَ عَلَى أَكْتَافِ غَيْرِهِمْ، وَيَقْهَرُونَ الْمُسْتَضْعَفِينَ، فَإِذَا أَبَوا الِاسْتِكَانَةَ، فَإِبَاؤُهُمْ عِلَّةُ الْمُشْكِلَاتِ، وَمَصْدَرُ القلاقِلِ (¬1).

* هِجْرَةُ مُصْعَبٍ، وَابنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَبِلَالٍ، وَسَعْدٍ، وَعَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ:
ثُمَّ خَرَجَ الصَّحَابَةُ -رضي اللَّه عنهم- أَرْسَالًا يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَهَاجَرَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، وَعَمْرُو بنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكَانَا يُقْرِئَانِ القُرْآنَ لِلأَنْصَارِ، وَبِلَالُ بنُ رَبَاحٍ، وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ البَرَاءَ بنِ عَازِبٍ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، وَابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَجَعَلَا يُقْرِئَانِنَا القُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ -رضي اللَّه عنه- وَسَعْدٌ (¬3).
¬__________
(¬1) انظر فقه السيرة (ص 156) للشيخ محمد الغزالي رحمه اللَّه.
(¬2) هو البَرَاء بن عازب الأوسِي الأنصاري له ولأبيه صحبة، استصغره الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم بدر، فرده، فقد روى البخاري في صحيحه - رقم الحديث (3956) عن البراء بن عازب أنَّه قال: استُصْغِرْتُ أنا وابن عُمَرَ يوم بدر، وغَزَا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أربع عشرة غَزْوة، وهو الذي افتَتَح الرّيَّ سنة أربع وعشرين من الهجرة. انظر الإصابة (1/ 411).
(¬3) أخرجه البخاري - كتاب مناقب الأنصار - باب مقدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه المدينة - رقم الحديث (3924) - (3925) - وأخرجه في كتاب التفسير - باب سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} - رقم الحديث (4941) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (18512).

الصفحة 18