كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)

بَابُ (¬1) بَيَان غسل قَلْبِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِمَاءِ زَمْزَم بَعْد مَا أخْرِجَ مِنْ جوْفِهِ ثُم خِيط أثَرُهُ وحُشِيَ إِيْمَانًا وَحِكْمَةً، وَصِفَةِ البُرَاقِ والمِعْرَاجِ، والدَّليلُ علَى أن السماواتِ بَعضها فَوق بَعض، وأن لَها أبْوَابا وَحجابًا، وأنهُ عُرِجَ بِنَفسِ رسولِ الله (¬2) -صلى الله عليه وسلم- لا بِرُوْحِهِ، وأن الأَنْبيَاءَ يُرْفَعوْنَ إِلى السمَاءِ بَعْدَ مَوْتِهمْ، وَالدلِيْلُ علَى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كانَ في صبَاهُ إِلى أن أوْحِيَ إِلَيْهِ مُؤْمنًا مؤمنا مهتديًا (¬3)
¬_________
(¬1) كلمة "باب" ليست في (ط) و (ك) كالعادة.
(¬2) في (ط) و (ك): "النبي" كتب على هامش (ك): "أصل: رسول الله".
(¬3) دليل هذه العبارة الأخيرة حديث شق صدره في صغره -صلى الله عليه وسلم- الآتي برقم (411).
404 - حَدثنا عمار بن رجاء (¬1)، حدثنا أبو داودَ الطيالسي (¬2)، حدثنا هشام الدَّسْتَوَائي، عن قتادةَ (¬3)، عن أنسِ بن مالك، عن مالك بن صَعْصَعَة أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينا أنا بينَ النَّائمِ واليَقْظَانِ إذ سمعتُ قائلًا يقولُ: أحدُ الثلاثةِ بين الرَّجُلَينِ (¬4)، فأُتِيتُ بطَسْتٍ (¬5) مُلِئَ حِكْمَةً
-[34]- وإيمانًا، فشقَّ مِنَ النَّحْرِ إلى مَرَاقِّ البَطْنِ (¬6)، ثم أُخْرِجَ القَلْبُ فَغُسِلَ بماءِ زمزم ومُلِئَ حِكْمَةً وَإيمانًا، وَأُتِيْتُ بِدَابَّةٍ دونَ البَغْلِ وَفَوقَ الحِمَارِ أبيضَ (¬7)، يقالُ له: البُرَاقُ ... ".
وذكر الحديثَ (¬8).
¬_________
(¬1) التغلبي، أبو ياسر الأستراباذي.
(¬2) سليمان بن داود بن المجالس، ولم أجد الحديث في مسنده.
(¬3) ابن دعامة السدوسي، مدلس، صرَّح بالتحديث عن أنس عند مسلم.
(¬4) قال الحافظ ابن حجر: "المراد بالرجلين حمزة وجعفر، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان نائمًا بينهما". فتح الباري (7/ 244).
(¬5) بفتح الطاء كسرها، وأصله؛ طسٌّ، والتاء فيه بدلٌ من السين، وهي مؤنثة وذُكِّرت هنا =
-[34]- = في الرواية على معنى الإناء.
انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 124)، فتح الباري لابن حجر (1/ 549).
(¬6) قال الحافظ ابن حجر: "بفتح الميم وتخفيف الراء وتشديد القاف، وهو: ما سفُل من البطن ورقَّ من جلده، وأصله مراقق، وسميت بذلك لأنها موضع رقة الجلد". الفتح (6/ 355).
(¬7) ذكَّر الدَّابَّة باعتبار كونه مركوبًا. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 355).
(¬8) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات، وفرض الصلوات (1/ 151 ح 265) من طريق معاذ بن هشام الدَّستوائي عن أبيه عن قتادة به.
وأخرجه النسائي في سننه -كتاب الصلاة- باب فرض الصلاة وذكر اختلاف الناقلين في إسناد حديث أنس -رضي الله عنه- واختلاف ألفاظهم فيه (1/ 217) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن هشام الدستوائي عن قتادة به.
فائدة الاستخراج:
ذكر مسلم بعض لفظه وأحال بالباقي على ما قبله، وميَّز المصنِّف لفظ هذه الرواية، وهذا من فوائد الاستخراج.

الصفحة 33