كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)
714 - ز- حَدثنا أحمد بن الهيثم (¬1) بِسُرَّمَرَّا، حدّثنا عبد الله بن عَمرو (الواقعي) (¬2)، حدّثنا
-[458]- زهيرُ بن مُعاوية (¬3)، عن جَابر (¬4)، عن الشعبي،
-[460]- عن مسروق (¬5)، عن عائشةَ قالت: سمِعتُ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬6): "لا يَقبَلُ الله صدقةً من غُلُولٍ، ولا صَلاةً بغير طَهُورٍ، وَابْدَأْ بِمن تَعُول" (¬7).
قال أبو عوانة: إلى هنا زدته (¬8) من عندي.
¬_________
(¬1) ابن خالد العسكري، أبو جعفر البزاز السامري، وثقه الدارقطني، ثمّ الذهبي، ولم أجد فيه قولًا آخر.
انظر: سؤالات الحكم للدارقطني (ص: 90)، تاريخ بغداد للخطيب (5/ 192)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 261 - 280 / ص: 288).
(¬2) الواقعي: بقاف وعين مهملة مكسورة، كما في "التوضيح" لابن ناصر الدين، ووقع في الأصل و (م): "الواقفي"، وهو: بفتح الواو، كسر القاف والفاء بعده، نسبة إلى بطنٍ من الأوس من الأنصار، يقال لهم: بنو واقف، وما أثبتُّ من (ك) وهو الصواب الموافق لمصادر الترجمة، ولم أجد بيان هذه النسبة إلى أي شيء.
وعبد الله بن عمرو هو: ابن حسان الواقعي البصري. =
-[458]- = قال عنه علي بن المدني: "يضع الحديث"، وقال أبو حاتم: "ليس بشيء، ضعيف الحديث، كان لا يصدق"، وذكره العقيلي، وابن عدي في الضعفاء، وقال ابن عدي: "له أحاديث كلها مقلوبات، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".
وكذَّبه الدارقطني، وذكره برهان الدين الحلبي فيمن رمى بوضع الحديث، وقال ابن عراق الكناني: "كذاب، يضع الحديث".
انظر: الضعفاء للعقيلي (284)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 119)، الكامل لابن عدي (4/ 1569)، الضعفاء والمتروكين للدارقطني (ص: 264)، الإكمال لابن ماكولا (7/ 398)، الأنساب للسمعاني (1212)، الميزان للذهبي (468)، الكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي (ص: 155)، توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (9/ 165)، لسان الميزان لابن حجر (3/ 320)، تنزيه الشّريعة لابن عراق الكناني (1/ 74).
(¬3) بن حُدَيج الجعفي الكوفي.
(¬4) ابن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي، توفي سنة (127 هـ)، أو في الّتي بعدها.
كذبه من الأئمة: أيوب السختياني، وأبو حنيفة، وزائدة بن قدامة، وسعيد بن جبير، وابن معين في رواية وقال: "كان يؤمن بالرجعة"، وكذبه أيضًا الجوزجاني، وابن الجارود.
وتركه يحيى القطان وعبد الرّحمن بن مهدي بأخرة، وقال الواقدي: "كان ضعيفًا جدًّا في رأيه وحديثه"، وقال ابن معين مرّة: "ليس بشيء"، ومرة قال: "لا يكتب حديثه ولا كرامة".
وقال أبو زرعة: "لين"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه للاعتبار، ولا يحتجُّ به".
وذكره البخاريّ، والنسائي -وقال: "متروك"-، والعقيلي، وابن عدي، والدارقطني في الضعفاء، وقال الدارقطني: "إن اعتبر له بحديثٍ يُعدُّ حديثًا صالحًا؛ إن كان عن الأئمة". =
-[459]- = وقال ابن عدي: "ولجابر حديث صالح، وقد روى عنه الثّوريّ الكثير، وحدَّث عنه زهير، وشريك، وسفيان، وأهل الكوفة وغرهم، وقد احتمله الناس ورروا غط، وعامة ما قَرِفوه أنه كان يؤمن بالرجعة، وقد حدَّث عنه الثّوريّ مقدار خمسين حديثًا، ولم يتخلَّف أحدٌ في الرِّواية عنه، ولم أر له أحاديث جاوز المقدار في الإنكار، وهو مع هذا كله [إلى الضعف] أقرب منه إلى الصدق". وذكره ابن حبّان في المجروحين، واعتذر لرواية الثّوريّ، وشعبة عنه هناك بأن الثّوريّ ليس من مذهبه ترك الرِّواية عن الضعفاء بل كان يؤدِّي الحديث على ما سمع، وأمّا شعبة فقد رأى عنده أشياء لم يصبر عنها فكتبها ليعرفها.
وقد أحسن به الظنَّ آخرون فقال عنه شعبة: "صدوق في الحديث"، وقال الثّوريّ: "ما رأيت أورع من جابر في الحديث"، وكان -مع هذا- لا يقبل عنعنته.
وقال شريك القاضي: "العدل الرضى"، وقال زهير بن معاوية: "كان جابر إذا قال: سمعت أو سألت فهو من أوثق النَّاس"، ووثقه وكيع أيضًا.
وقال الذهبي: "من أكبر علماء الشيعة، وثقه شعبة فشذَّ"، وعلى ضوء ما سبق من النقل نجد أنه لم يشذَّ. وقال ابن حجر: "ضعيفٌ، رافضي"، وهو الصواب في أمره إن شاء الله تعالى.
وهو مدلِّس أيضًا ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الخامسة من المدلسين، وقد وقع في الطبعة الّتي بتحقيق د: عبد الغفار البنداري ومحمد أحمد عبد العزيز: "حسان بن يزيد الجعفي"، وحقَّق الشّيخ عاصم القريوتي في تحقيقه للكتاب (ص: 53) أنه: جابر بن يزيد الجعفي، وهو الصواب إن شاء الله تعالى، وقد ذكره قبل ابن حجر: الحافظ أبو محمّد المقدسي في قصيدته المشهورة في المدلسين.
انظر: طبقات ابن سعد (6/ 345)، تاريخ الدوري (76)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (214، 292، 323، 433، 459، 502) و (3/ 158)، الضعفاء الصغير =
-[460]- = للبخاري (ص: 52)، أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 55)، مقدمة صحيح مسلم (1/ 345 بشرح النووي)، الضعفاء للنسائي (ص: 71)، الضعفاء للعقيلي (1/ 191)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (497)، المجروحين لابن حبّان (208)، الكامل لابن عدي (537)، الضعفاء للدارقطني (ص: 168)، تهذيب الكمال للمزي (4/ 465)، الكاشف (1/ 288)، والميزان للذهبي (1/ 379)، شرح قصيدة أبي محمود المقدسي في المدلسين (ص: 50)، تهذيب التهذيب (43)، وتعريف أهل التقديس (ص: 140) والتقريب لابن حجر (878).
(¬5) ابن الأجدع بن مالك الهَمْدَاني الكوفي.
(¬6) هنا ينتهى السقط في نسخة (ط) والمشار إليه في ح (709).
(¬7) أخرجه العقيلي في الضعفاء (284) عن إبراهيم بن محمّد، عن عبد الله بن عمرو الواقعي، عن زهير بن معاوية به، ثمّ قال: "لا يتابع عليه بهذا الإسناد من جهةٍ تثبت".
وهذا الإسناد ضعيفٌ جدًّا -إن لم يكن موضوعًا- ففيه عبد الله بن عمرو الواقعي، وجابر الجعفي وهما مشهوران بالضعف، بل قد اتُّهِمَا بالكذب، ومتن الحديث صحيح من غير حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- كما سبق.
فائدة الاستخراج:
زاد المصنِّف هذا الحديث على مسلم في الباب، وهذا من فوائد الاستخراج.
(¬8) في (ط) و (ك): "زدت".