كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)
بَابُ (¬1) الدَّلِيلِ عَلَى إِبَاحَةِ الوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً إِذاَ أَسْبَغَهُ المتَوَضِّئ، [وبيان إباحة مجاوزة المرفقين والكعبين بالغسل في الوضوء إلى المنكبين والساقين، والدليل على أن الفضيلة في ترك مجاوزتهما] (¬2)
¬_________
(¬1) في (ط) و (ك): "بيان" بدل "باب".
(¬2) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
733 - حدّثنا العباس بن محمّد الدُّوري، وأبو أمية قالا: حدّثنا خالد بن مَخْلَد (¬1)، حدثني سليمان بن بلال، حَدثني عُمَارَةُ بن غَزِيَّة (¬2)، عن نعيم بن عبد الله [المُجمِر] (¬3) قال: رأيتُ أبا هُريرَةَ تَوَضَّأَ فَغَسل وَجْهَهُ وَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، ثمّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمنى حتّى أَشْرَعَ في العَضُدِ، ثمّ يدَهُ اليُسرى حتّى أشَرَعَ في العَضُدِ، ثمّ مَسَحَ بِرَأسهِ، ثمّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمنى حتّى أَشْرَعَ في السَّاقِ، ثمّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُسْرى حتّى أَشْرَعَ في السَّاقِ، ثمّ قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَتَوَضَّأُ.
زاد العباسُ (¬4): وقال لنا: "أنتم الغُرُّ المُحَجَّلُونَ يَومَ القِيَامَةِ مِن إِسْبَاغِ الوُضُوءِ، فَمَنْ اسْتطاعَ مِنْكم فَلِيُطِلْ غُرَّتَهُ
-[479]- وَتَحْجِيْلَهُ" (¬5).
رَواهُ ابن أبي مَريم قال: حدّثنا يحيى بن أيوبَ عن عُمَارةَ بن غَزِيَّةَ نَحوَهُ.
[روى عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم] (¬6).
¬_________
(¬1) القَطَوَانِي، أبو الهيثم البجلي مولاهم.
(¬2) ابن الحارث بن عمرو الأنصاري المازنِي المدني.
(¬3) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(¬4) في (ط) و (ك): "عبّاس" بدون (أل) التعريف.
(¬5) أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (1/ 216 ح 34) عن أبي كريب محمّد بن العلاء، والقاسم بن زكريا، وعبد بن حميد كلهم عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عمارة بن غزية به.
وقد سبق في ح (672) أن البخاري أخرجه من طريق سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (334) من طريق فليح بن سليمان، عن نعيم المجمر به، ثمّ قال في آخره: "قال نعيم: لا أدري قوله: من استطاع أن يطيل غرَّته فليفعل، من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو من قول أبي هريرة؟ ".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "لم أر هذه الجملة في رواية أحدٍ ممّن روى هذا الحديث من الصّحابة -وهم عشرة-، ولا ممّن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه، والله أعلم".
وقوله "أنتم الغر المحجَّلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء"، فقال المنذري: "هو مدرج من قول أبي هريرة موقوفٌ عليه، ذكره غير واحدٍ من الحفاظ"، وكذا قال ابن القيم، والله أعلم.
انظر: الترغيب والترهيب للمنذري (1/ 149)، حادي الأرواح لابن القيم (ص: 137)، فتح الباري لابن حجر (1/ 285).
(¬6) لم أجد من وصله من طريق ابن أبي مريم بهذا الإسناد، وما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وقد وصله المصنِّف (ح 672) من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم.