كتاب ضعفاء العقيلي (التأصيل) (اسم الجزء: 2)

وكنت تحبني، فأنا أحبك اليوم، ومن أحببته أحبه الله، ليس عليك بعد مسألة منكر ونكير من غم، ولا هم، (ولا هول)، فإذا سألاه منكر ونكير، وصعدا عنه بقي هو [و] القرآن في القبر، فيقول القرآن: لأفرشنك فراشا لينا، ومهدا وثيرا، ودثارا دفيا حسنا جميلا؛ جزاء لك بما أسهرت ليلتك، ومنعتك شهوتك وعينيك (1)، وأذنيك وسمعك وبصرك، قال: فينظر إلى السماء أسرع من الطرف، فيسأله فراشا ودثارا، فيعطيه الله ذلك، فينزل به ألف ملك من مقربي (2) سماء السابعة، وتجيء الملائكة فتسلم عليه، فيقول له القرآن: هل استوحشت بعدي؟ ما زلت (3) مذ فارقتك أن كلمت إلهي الذي خرجت منه لك بفراش ودثار ومصباح، فهذا قد جئتك به، فقم حتى تفرشك الملائكة، قال: فيدفع (4) في قبره من قبل لحده، ثم يدفع من جانبه الآخر، فيتسع عليه مسيرة أربعمائة عام (5) ?، ويوضع له فراش بطانته من حريرة خضراء، وحشوه المسك الأذفر، في لين الخز والقز، ويوضع له مرافقا عند رأسه ورجله من السندس والإستبرق، ويوضع له سراج من نور في مِسرَجة من ذهب عند رأسه ورجله، يزهران إلى يوم القيامة، ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن على فراشه، مستقبل القبلة، ثم ينفخ أولئك الألف في وجهه فيسلمون عليه، ويزودونه بياسمين، ثم يصعدون إلى السماء، فينظر إليهم الإنسان وهو مضطجع على فراشه حتى يلجوا في السماء، ثم يأخذ القرآن الياسمين الذي زودته الملائكة فيضعه عند رأسه، فيشمه غضا طريا حتى يبعث، ويرجع القرآن إلى أهله، فيجيئه بخبرهم كل يوم وليلة، ويتعاهد ذريته كما يتعاهد الوالد ولده بالخير، فإذا تعلم أحد من ولده القرآن بشره بتلك في
__________
(1) في الأصل: «عنّيتك»، والمثبت من (م)، (ظ)، «الفضائل».
(2) في (م): «ملائكة السماء».
(3) كذا، وفي «فضائل القرآن»: «ما زدت».
(4) غير منقوطة في الأصل، فتحتمل: «فيدفع»، أي: القرآن، كما في «التهجد»، وتحتمل: «فتدفع»، أي: الملائكة، وكذا القول في: «يدفع» التي بعدها، وهي في الموضعين من (ظ): «يرفع» بالراء.
(5) مخطوط [ق/95]

الصفحة 14