كتاب ضعفاء العقيلي (التأصيل) (اسم الجزء: 2)

قال: فلما قتل عيسى بن موسى محمد بن عبد الله، بعث أبو جعفر إلى عمه عبد الصمد بن علي، وكان عامله على مكة، إن ظفر بسديف أن يقتله، قال: فظفر به (1) علانية على رؤوس الناس، وكان يحفظ له ما كان من مدائحه إياهم قبل خروجه، فقال له: ويحك يا سديف، ليست لي فيك حيلة، وقد أخذتك ظاهرا على رؤوس الناس، ولكني أعاود فيك أمير المؤمنين، فكتب إلى أبي جعفر يخبره بأمره، فكتب إليه يأمر بقتله، فجعل يدافع عنه ويعاوده في أمره، فكتب إليه: لئن لم تقتله لأقتلنك، فلا يغرنك قولك: أنا عمه، فدافع بقتله حتى حج المنصور، فلما قرب من الحرم، أخرج عبد الصمد سديفا من الحرم، فضرب عنقه، ثم خرج للقاء المنصور، فلما لقيه دنا منه وهو في قبته، فسلم عليه، فقال له أبو جعفر من قبل أن يرد السلام: ما فعلت في أمر سديف؟ قال: قتلته يا أمير المؤمنين، قال: وعليك السلام يا عم، يا غلام، أوقف، فأوقف، ثم أمره فعادله.
* * *
__________
(1) في الأصل: «فظفرته». خطأ.

الصفحة 222