كتاب معجم التوحيد (اسم الجزء: 2)

جاءت الشريعة بذكر مزاياها وواجبات نحوها لا تقوم في غيرها فهي بلاد الإسلام ومشرق نوره وفيها مهبط الوحي والحرَمَان ولها ولأهلها من الخصائص ما لا يتسع ذكره هنا ولكن يهمنا ما يتعلق بالتوحيد منه وسيأتي ما يبين ذلك عند ذكر الأحاديث.
الدليل من السنة: عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم" (¬١).
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" (¬٢).
عن عمر - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلمًا" (¬٣).
وفي رواية: "لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب" (¬٤).
وعن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - قال: كان من آخر ما تكلم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قال: "قاتل الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، لا يبقين دينان بأرض العرب" (¬٥).
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان آخر ما عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قال: "لا يترك
---------------
(¬١) أخرجه مسلم (٢٨١٢)، والترمذي (١٩٣٧).
(¬٢) أخرجه البخاري (٣٠٥٣)، ومسلم (١٦٣٧).
(¬٣) أخرجه مسلم (١٧٦٧)، والترمذي (١٦٠٧).
(¬٤) أخرجه الإمام أحمد (٢١٩)، والترمذي (١٦٠٦) واللفظ للترمذي.
(¬٥) أخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٤٥، والبيهقي في السنن ٩/ ٢٠٨، وعبد الرزاق في مصنفه (٩٩٨٧) (ومعنى ذلك أنه لا يبقى فيها الكافر مدة طويلة بحيث يستوطن فيها أما الاجتياز والبقاء فترة قصيرة فلا يدخل في النهي) انظر المنتقى للباجي ٧/ ١٩٥.

الصفحة 17