بجزيرة العرب دينان" (¬١).
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عمر بن عبد العزيز قال: "آخر ما تكلم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، لا يبقى بأرض العرب دينان" (¬٢).
وروى مالك عن ابن شهاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" قال مالك: قال ابن شهاب: ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب حتى أتاه الثلج واليقين، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" فأجلى يهود خيبر" (¬٣).
وعن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز (¬٤).
* فائدة في معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب".
المعنى يأسه من اجتماع الناس كلهم في الجزيرة على عبادته.
قال الشيخ بكر أبو زيد: "ومعنى هذا الحديث: أن الشيطان يئس من اجتماع أهل الجزيرة على الإشراك بالله تعالى. ومنذ بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي إلى يومنا هذا دار إسلام - ولله الحمد حماها الله وسائر أوطان المسلمين -، ولم يعرف الشرك فيها إلا جزئيا على فترات في فرد أو أفراد، ثم يهيئ الله على مدى الأزمان من يردهم إلى
---------------
(¬١) أخرجه أحمد (٢٦٨٨٤).
(¬٢) مصنف عبد الرزاق (٩٩٨٧).
(¬٣) أخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٤٥، والبيهقي في السنن ٩/ ٢٠٨، وعبد الرزاق في مصنفه (٩٩٨٤) عن سعيد بن المسيب. قال ابن عبد البر: "هذا الحديث يتصل من وجوه كثيرة" التمهيد ١٢/ ١٣، وانظر ١/ ١٦٩، ١٧٣.
(¬٤) أخرجه البخاري (٢٣٣٨)، ومسلم (١٥٥١).