وقال عطاء: "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق" (¬١).
وقال طاووس: "ليس بكفر ينقل عن الملة" (¬٢).
وجاء عن مجاهد أنه قال في قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} قال: العاصون (¬٣).
وقال ابن عبد البر رحمه الله: "وقد ضلت جماعة من أهل البدع من الخوارج والمعتزلة في هذا الباب فاحتجوا بهذه الآثار ومثلها في تكفير المذنبين واحتجوا من كتاب الله بآيات ليست على ظاهرها مثل قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} " (¬٤).
وقال: "أجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر لمن تعمد ذلك عالمًا به رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف ... " (¬٥).
وقال القرطبي رحمه الله: "إن حكم به - أي بغير ما أنزل الله - هوىً ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين" (¬٦).
ويقول ابن تيمية - رحمه الله -: "وأما من كان ملتزمًا لحكم الله ورسوله باطنًا وظاهرًا، لكن عصى واتبع هواه، فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة" (¬٧).
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٦/ ٢٥٦، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة ٢/ ٥٢٢. وابن أبي حاتم ٤/ ١١٤٦.
(¬٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٦/ ٢٥٦، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة. ٢/ ٥٢٢. وابن أبي حاتم ٤/ ١١٤٦.
(¬٣) ابن أبي حاتم ٤/ ١١٤٨.
(¬٤) التمهيد لابن عبد البر ١٧/ ١٦.
(¬٥) التمهيد لابن عبد البر ٥/ ٧٤، ٧٥.
(¬٦) تفسير القرطبي ٦/ ١٩١.
(¬٧) منهاج السنة ٥/ ١٣١.