كتاب معجم التوحيد (اسم الجزء: 2)

قال الشيخ قاسم الوَنَوِيُّ: "الحلف شرعًا: تقوية أحد طرفي الخبر بذكر اسم الله تعالى" (¬١).
قال العلماء: "والحلف بالشيء يقتضي تعظيمه والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده" (¬٢).
والسبب في منع الحلف بغير الله أنه يقتضي تعظيم غير الله والثناء عليه واتخاذه ندًا من دون الله وفيه أنه مخالف لما أمر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "احلفوا بالله وبروا واصدقوا، فإن الله يكره أن يُحلف إلا به" (¬٣).
* الدليل من الكتاب: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} وقال عزَّ وجلَّ: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ}، وقال عزَّ وجلَّ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}.
* الدليل من السنة: عن سعد بن عبيدة أن ابن عمر - رضي الله عنه - سمع رجلًا يقول: لا، والكعبة، فقال ابن عمر: لا يُحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" (¬٤).
وجاء في المسند أن ابن عمر كان في حلقة فسمع رجلًا في حلقة أخرى وهو يقول: لا وأبي، فرماه ابن عمر بالحصى وقال: إنها كانت يمين عمر، فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "إنها شرك" (¬٥).
---------------
(¬١) انظر: أنيس الفقهاء ١٧١.
(¬٢) فتح الباري ١١/ ٥٣١.
(¬٣) حلية الأولياء ٧/ ٢٦٧.
(¬٤) أخرجه أبو داود (٣٢٥١)، والترمذي (١٥٣٥) وحسنه واللفظ له. والإمام أحمد (٤٩٠٤) (٦٠٧٢)، والحاكم في المستدرك وصححه ٤/ ٢٩٧، وصححه الألباني في الإرواء ٨/ ١٨٩.
(¬٥) المسند (٥٢٢٢).

الصفحة 92