نفس محمد بيده) (¬٣)، (والذي نفس محمد بيده) (¬٤)، (والذي نفسي بيده) (¬٥)، (والذي لا إله غيره) (¬٦).
٤ - مسألة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفلح وأبيه إن صدق":
قال الشيخ ابن عثيمين: "وأما ما ثبت في صحيح مسلم من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفلح وأبيه إن صدق" (¬٧). فالجواب من وجوه:
الأول: أن بعض العلماء أنكر هذه اللفظة، وقال: أنها لا تثبت في الحديث، لأنها مناقضة للتوحيد، وما كان كذلك فلا تصح نسبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكون باطلًا.
الثاني: أنها تصحيف من الرواة والأصل: "أفلح والله إن صدق". وكانوا في السابق لا يشكلون الكلمات و"أبيه" تشبه "الله" إذا حذفت النقط السفلى.
الثالث: أن هذا مما جرى على الألسنة بغير قصد (¬٨) وقد قال تعالى وهذا لم ينو فلا يؤاخذ.
الرابع: أنه وقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أبعد الناس عن الشرك فيكون من خصائصه وأما غيره فهم منهيون عنه، لأنهم لا يساوون النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإخلاص والتوحيد.
الخامس: أنه على حذف مضاف والتقدير "أفلح ورب أبيه".
---------------
(¬٣) أخرجه البخاري ٦٦٣٩.
(¬٤) أخرجه البخاري ٦٦٣٠.
(¬٥) أخرجه البخاري ٦٦٢٩، ٦٦٣٣.
(¬٦) أخرجه مسلم ٢٦٤٣.
(¬٧) أخرجه مسلم (١١).
(¬٨) وارتضى هذا الجواب البيهقي والنووي وتُعُقِّب بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عمر عن الحلف بأبيه وأنه لا يمكن أن نسأل كل شخص حلف بغير الله هل قصد القسم أم لا؟. انظر: الفتح ١١/ ٥٣٣.