كتاب التكملة والذيل والصلة للصغاني (اسم الجزء: 2)

فإنّه يريدُ بالجَناحَيْن: الشَّفَتَيْن؛ ويُقال: أَرَاد بهما: جَناحَي اللَّهَاة والحَلْقِ.
وقد سَمَّت العَربُ: جَناحًا، وجِنْحًا، بالكَسر. وكان أبو مَهْدِيّة قد بَنَى بيْتًا في ظاهِر خَنْدَقِ البَصْرة، وسَمّاه: جَنّاحًا، بالتَّشْديد؛ قال يُونُسُ: دَخلنا على أبي مَهْديّةَ في عَقِب مَطَرٍ نَسْأله عن حالِه، فقُلْنا له: كيفَ أنت يا أبا مَهْدِيّة؟ فقال:
عَهْدِي بجَنّاح إذا ما ارْتَزَّا ... وأَذْرَتِ الرِّيحُ تُرابًا نَزَّا
أنْ سَوْف تُمْضِيه وما ارْمَأزَّا ... كأنّما لُزَّ بِصَخْرٍ لَزَّا
* أَحْسَنَ بَيْتٍ أَهَرًا وبَزَّا *
قال: وما كان في البَيْت إلا حَصِيرٌ مُخَرَّق.
وقال الزّجّاجُ: أَجْنَحَ اللَّيلُ، إذا مال، مِثْلُ: جَنَحَ.
وفي حديث النبيّ، صلى الله عليه وسلم، أنّه أَمَر بالتَّجَنُّح في الصَّلاة، فَشكا ناسٌ إليه الضَّعْفَ، فأَمَرهم أن يَسْتَعِينُوا بالرُّكَب.
التَّجَنُّحُ، والاجْتِناحُ، في السُّجُود: أن يَعْتمِدَ على رَاحَتَيْه مُجَافِيًا لِذِراعَيْه، غَيْرَ مُفْترِشِهما؛ قال عَدِيُّ بنُ الرِّقَاع:
يَبِيتُ يَحْفِرُ وَجْهَ الأَرْضِ مُجْتَنِحًا ... إذا اطْمَأَنَّ قَليلًا قامَ فانْتَفَلَا
أي: ذَهب ونَفر.
وقال ابنُ شُمَيْلٍ: الاجْتِناحُ في الناقة، كأنّ مُؤَخَّرَها يُسْنَدُ إلى مُقَدَّمها من شِدّة انْدِفاعِها، تَحْفِزُها رِجْلَاها إلى صَدْرِها.
وقال شَمِرٌ: اجْتَنَحت النّاقةُ في سَيْرِها، إذا أَسْرَعَتْ؛ وأَنْشَد:
مِنْ كُلِّ وَرْقَاءَ لها دَفٌّ قَرِحْ ... إذا تَبَادَرْنَ الطَّرِيقَ تَجْتَنِحْ
وقال أبو عُبَيدةَ: المُجْتنِحُ من الخَيْل: الذِي يَكُون حُضْرُه واحدًا لأحَدِ شِقَّيْه يَجْتَنِحُ عليه؛ أي: يَعْتمِدُه في حُضْرِه.
* ح - النَّعْجَةُ إذا أُشْلِيَت للحَلْب، يُقال لها: جَنَاحْ جَنَاحْ.
والجَنَاحُ، هي السَّوْدَاءُ.
وجَنَحَ يَجْنِحُ، بالكَسر، لغةٌ في: يَجْنَح؛ ويَجْنُح؛ عن الفَرّاء.

الصفحة 19