كتاب التكملة والذيل والصلة للصغاني (اسم الجزء: 2)

وقال أبو الهَيْثم: الذُّبَاحُ: تَشقُّقٌ بين أَصَابِعِ الصِّبْيانِ من التُّراب، بالتَّخْفِيف؛ وأَنْكر التّشدِيد، وذَهَب إلى أَنّه من الأَدْواء التي جاءت على " فُعَال ". والذُّبَاحُ، أيضًا: وَجَعٌ في الحَلْق.
والذُّبَاحُ: الذَّبْحُ؛ يُقال: أَخَذَتْهُمْ بَنُو فُلانٍ بالذُّبَاحِ؛ أي: بالذَّبْح؛ أي: ذبَحُوهم.
ونَهى رَسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عن ذَبائِح الجِنّ، وهي أن يَشْتَرِي الرَّجُلُ دارًا، أو يَسْتَخْرِجَ العَيْنَ، أو ما أَشْبَه ذلك، فيَذْبَحَ لها ذَبِيحةً للطِّيَرةِ.
وهذا التَّفْسِيرُ في الحَديث، ومعناه: أنَّهم إنْ لم يَذْبَحُوا ويُطْعِمُوا خافُوا أن يُصيبَهم فيها شَيْءٌ من الجِنّ يُؤْذِيهم، فأَبْطل النبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، هذا.
وقال ابنُ سِيرين: لمّا كان زَمَنُ المُهَلَّبِ أُتِي مَرْوانُ بَرجُلٍ كَفَر بَعد إسْلامه؛ فقال كَعْبٌ: أَدْخِلُوه المَذْبَحَ وضَعُوا التَّوْراةَ وحَلِّفُوه بالله.
قال شَمِرٌ: المَذابحُ: المَقاصِيرُ.
وقال ابنُ شُمَيْلٍ: مَذابحُ النَّصَارَى، هي بُيُوتُ كُتُبهم؛ واحِدُها: مَذْبَحٌ.
والذُّبَحَ، مِثَال " صُرَد ": الجَِزَرُ البَرِّيّ، وله لونٌ أَحْمَرُ؛ قال الأَعْشى:
وَشُمولٍ تَحْسِبُ العَيْنُ إذا ... صُفِّقَتْ وَرْدَتَها لَوْنَ الذُّبَحْ
ويُرْوَى: صُفِّقَتْ بُرْدَتُها؛ وبُرْدتها: لَوْنُها وأَعْلامها.
ويُقال: ذَبَحتْ فلانًا لِحْيَتُه، إذا سالتْ تَحْتَ الذَّقَن، وبَدَا مُقَدَّمُ حَنَكِه؛ فَهو مَذْبُوح بها؛ قال الرَّاعِي:
منْ كُلِّ أَشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَته ... بادِي الأَذَاةِ على مَرْكُوِّه الطَّحِلِ
يَصِف قَيِّم ماءٍ مَنَعه الوِرْدَ.
ويُقال: ذَبَحَتْه العَبْرَةُ؛ أي: خَنَقَتْه.
وقال النَّضْرُ: الذَّابِحُ: مِيسَمٌ يَسِمُ على الحَلْقِ في عُرْضِ العُنُق.
ويُقال للسَّمَةِ: ذابِحٌ.
والمِذْبَحُ، بالكَسْر: ما تُذْبَحُ به الذَّبِيحةُ، من شَفْرَةٍ وغَيرِها.

الصفحة 24