كتاب التكملة والذيل والصلة للصغاني (اسم الجزء: 2)

والرَّدَاحُ: الجَمَلُ المُثْقَلُ حِمْلًا؛ ومنه قولُ ابنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، وقد ذُكِرَت الفِتْنةُ عِنْدَه: لَأَكُونَنَّ فيها مِثْلَ الجَمَلِ الرَّدَاح الذي يُحْمَل عليه الحِمْلُ الثَّقِيلُ فيَهْرَجُ فيَبْرُكُ ولا يَنْبَعِث حتى يُنْحَر.
يَهْرُج؛ أي: يَسْدَرُ.
وفي حَديث أبي مُوسَى، وذَكَر الفِتَنَ فقال: وبَقيَت الرَّدَاحُ المُظْلِمةُ التي مَنْ أَشْرَف لها أَشْرَفَتْ له. أراد " بالرَّدَاح ": الثَّقِيلةَ. وقولُه: من أَشْرَف لها أشْرفت له؛ أي: من غَالَبها غَلَبَتْه.
ومنه قولُ عليّ بنِ أببي طالِب، رضي الله عنه: إنّ مِنْ وَرَائكم أُمُورًا مُتَماحِلةً رُدُحًا - ورُوي: رُدَّحًا، بتشديد الدال أيضًا - وبَلاءً مُكْلِحًا مُبْلِحًا.
المُتَماحِلَة: المُمْتَدّة.
ويُقال: لكَ عن هذا الأَمْر رُدْحَةٌ، بالضمّ، ومُرْتَدَحٌ؛ أي: سَعَةٌ ومَنْدُوحَةٌ.
وقال الجَوْهرِيُّ: قال الشاعرُ:
* بِنَاءَ صَخْرٍ مُرْدَحٍ بَطِينِ *
والرِّوايةُ " وَطِينِ "؛ والرَّجَزُ لحُمَيْدٍ الأَرْقَط، وقَبْله:
* أَعَدَّ في مُحْتَرسٍ كَنِينِ *
ويُرْوَى: مُكْتَرَزٍ؛ أي: مُكْتَمَنٍ.
وقد سَمّت العَربُ: رُدَيْحًا، ورَدْحَانَ.
* ح - النَّضْر: يُقال: ما صَنَعَتْ فُلانةُ؟ فيُقال: سَدَحَت ورَدَحت؛ سَدَحَت: أَكْثَرت مِن الوَلَد؛ ورَدَحت: ثَبَتَت وتمَكَّنَت. وكذلك الرَّجُل إذا أصابَ حاجَتَه، والمرأةُ إذا حَظِيت عند زَوْجها.
وقال الفَرّاءُ: يُقال: أَقامَ رَدَحًا مِن الدَّهْرِ؛ أي: حَرْسًا.
* * *

(ر ز ح)
رَزَحَه بالرُّمْح، يَرْزَحُه رَزْحًا، إذا زَجَّه به. والمَرْزَحُ: ما اطْمَأنَّ مِن الأَرْضِ؛ قال الطِّرِمّاحُ:
كأنّ الدُّجَى دُون البِلادِ مُوَكَّلٌ ... بِبَمٍّ بجَنْبَىْ كُلِّ عِلْوٍ ومَرْزَحِ
ورَزَاحُ بنُ عَدِيّ بنِ كَعْب، بالفَتحِ.
ورِزَاحُ بنُ عَديِّ بنِ سَهْم، بالكَسر.
وكذلك: رِزَاحُ بنُ رَبيعة بن حَرَام بن ضِنّة.

الصفحة 30