كتاب التكملة والذيل والصلة للصغاني (اسم الجزء: 2)

إلا أنه اخْتُلِفَ فيها، فالذي ذَكَره الجَوْهَريّ قولُ بَعْضِهم، وهذا قولُ آخَرِين.
وقال الدِّينَورِيّ: قال أَعْرَابِيٌّ: كانَت امْرَأةٌ مِن مَوالي ثَقِيف تَزَوَّجَتْ في غامِدٍ، في بَني كَثِيرٍ؛ فكانَتْ تَصْبُغُ ثِيَابَ أَوْلادِها أَبَدًا صُفْرًا، فسُمُّوا: بَني ذَفْرَاءَ؛ يُرِيدُون بذلك، صُفْرَةَ نَوْرِ الذَّفْرَاءِ، فهُم إلى اليَوْم يُعْرَفُونَ بِبَني ذَفْراءَ.
والذِّفِرُّ، مثال: " الفِلِزّ ": النَّاقَةُ النَّجِيبَةُ؛ والحِمَارُ الغَلِيظُ.
وخُلَيْدُ بنُ ذَفَرَةَ، بالتَّحْريك: مِن المُحَدِّثين.
* ح - ذَفَرُ الفَحْلِ: مَاؤُه.
ورَوْضَةٌ مَذْفُورَاءُ: كَثِيرَةُ الذَّفْرَاء.
وذَفِرَانُ: وادٍ قُرْبَ وادِي الصَّفْراء؛ كذا قال ابنُ إسْحَاقَ، وأَظُنّه: دَقْرَانَ.
وذو الذِّفْرَيْن الحِمْيَريّ، أبو شَمِرٍ.
* * *

(ذ ك ر)
قال اللَّيْثُ: الذِّكْرُ: الصَّلاةُ لله تعالى، والدُّعَاءُ والثَّنَاءُ؛ وفي الحَديث: كانَت الأَنْبياءُ إذا حَزَبَهم أَمْرٌ فَزِعُوا إلى الصَّلاة، يَقُومُون فيُصَلُّونَ.
وذِكْرُ الحَقِّ، هو الصَّكُّ.
والذُّكُورُ: الحُقُوقُ.
وقوله تعالى (ولذِكْرُ اللهِ أَكْبرُ)؛ فيه وَجْهان:
أحدهما: أنَّ ذِكْرَ الله إذا ذَكَره العَبْدُ خَيْرٌ للعَبْدِ من ذِكْر العَبْدِ للعَبْد؛
والوجهُ الآخَرُ: أنّ ذِكْرَ الله يَنْهَى عن الفَحْشَاءِ والمُنْكَر أَكْبَرَ ممّا تَنْهَى الصَّلاةُ.
وقوله تعالى: (أهَذا الّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ)؛ يُريد: يَعِيبُ آلِهَتكم؛ من قَولك للرَّجُل: لَئِنْ ذَكَرْتَني لتندَمَنَّ، وأنت تريدُ: بِسُوءٍ، فيَجُوز ذلك؛ قال عَنْتَرَةُ:
لا تَذْكُرِي مُهْرِي وما أَطْعَمْتُهُ ... فيَكُونَ جِلْدُك مِثْلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ
أي: لا تَعِيبي مُهْرِي، فجعَل " الذِّكْرَ " عَيْبًا.
وقد أَنْكَر أبُو الهَيْثم أنْ يَكُون " الذِّكْرُ " عَيْبًا،
وقال في قَول عَنْتَرة " لا تَذْكُرِي مُهْري ": مَعناه: لا تُولَعي بذكْره وذِكْر إيثارِي إيّاه باللَّبن على العِيَال.
ويُجمع " الذَّكَرُ "، خِلافُ الأُنْثى، بالهَاء.

الصفحة 526