كتاب التكملة والذيل والصلة للصغاني (اسم الجزء: 2)

وتَصَبَّحَ: أَكَلَ أَوَّلَ الصَّبَاحِ، من الصُّبْحَةِ، كتَلَهَّنَ، من اللُّهْنَة؛ وتَسَلَّفَ، من السُّلْفَة؛ وتَلَمّجَ، من اللُّمْجَة؛ وتَلَهّجَ، من اللُّهْجَة؛ ومنه حَدِيثُ النَّبِيّ، صلى الله عليه وسلم: مَن تَصَبَّحَ بِسَبْع تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لم يَضُرَّه ذلك اليَوْمَ سَمٌّ ولا سِحْرٌ.
ويُقالُ لِلرَّجُلِ يُنَبَّه مِن سِنَةِ الغَفْلة: أَصْبِحْ، أي: انْتَبِهْ وأَبْصِرْ رُشْدَك وما يُصْلِحُكَ؛ قال رُؤْبَةُ:
فقُلْ لِذاكَ المُزْعَجِ المَحْنُوشِ ... أَصْبِحْ فمَا مِن بَشَرٍ مَأْرُوشِ
المَحْنُوش: المَلْدُوغُ؛ أي: قُلْ لِذَاكَ الحاسِدِ المُزْعَج، الذي كأَنّه لَدَغَه حَنَشٌ. والمَأْرُوشُ: المَخْدُوشُ؛ أراد أنّ عِرْضَه وافِرٌ غيرُ مَخْدُوشٍ ولا مَكْلُوم.
والمُصْبَحُ، بضَمِّ الميم: الصَّبَاحُ؛ والمُمْسَى: المَسَاءُ؛ قال أُميَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْت:
الحَمْدُ لله مُمْسَانَا ومُصْبَحَنا ... بالخَيْرِ صَبَّحَنَا رَبِّي ومَسَّانَا
وقَد اصْبَاحَّ شَعَرُه اصْبِيحَاحًا؛ أي: عَلَتْه حُمْرةٌ.
وقال الجَوْهَرِيُّ: قال يَصِفَ فَرَسًا:
كانَ ابْنُ أسْمَاءَ يَعْشُوهُ ويَصْبَحُهُ ... مِنْ هَجْمَةٍ كَفَسِيلِ النَّخْلِ دُرَّارِ
وإنما هو: " كان ابْنُ شَمّاء "، واسْمُه: شَرْسَفَةُ بنُ حُلَيْفٍ، فارسُ مَيَّارٍ، قَتَلَه قُرْطُ بنُ التَّوْأَم اليَشْكُرِيّ، والبَيْتُ لِقُرْطٍ.
* ح: ذو صُبَاحِ: مَوْضِعٌ.
وذو صُبَاح، أيضًا: مِن أقْيال حِمْيَر.
وجِبَالُ صُبْح: في دِيَار بَني فَزَارة.
وصُبْحٌ، وصُبَاحٌ: ماآنِ في جِبَالِ نَمَلَى بقُرْبِ المَدِينَة.

الصفحة 58